267

ہدایت الحیری

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

ایڈیٹر

محمد أحمد الحاج

ناشر

دار القلم- دار الشامية

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٦هـ - ١٩٩٦م

پبلشر کا مقام

جدة - السعودية

فَلَوْ أَتَى الْمُوَحِّدُونَ بِكُلِّ ذَنْبٍ وَفَعَلُوا كُلَّ قَبِيحٍ وَارْتَكَبُوا كُلَّ مَعْصِيَةٍ، مَا بَلَغَتْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي جَنْبِ هَذَا الْكُفْرِ الْعَظِيمِ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمَسَبَّتِهِ هَذَا السَّبَّ، وَقَوْلِ الْعَظَائِمِ فِيهِ، فَمَا ظَنُّ هَذِهِ الطَّائِفَةِ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ أَنْ يَفْعَلَ بِهِمْ إِذَا لَقَوْهُ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ وَيُسْأَلُ الْمَسِيحُ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ وَهُمْ يَسْمَعُونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولَ الْمَسِيحُ مُكَذِّبًا لَهُمْ: سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.
(فَصْلٌ): فَهَذَا أَصْلُ دِينِهِمْ وَأَسَاسُهُ الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ
وَأَمَّا فُرُوعُهُ وَشَرَائِعُهُ فَهُمْ مُخَالِفُونَ لِلْمَسِيحِ فِي جَمِيعِهَا، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ بِشَهَادَتِهِمْ وَإِقْرَارِهِمْ وَلَكِنْ يُحِيلُونَ عَلَى الْبَتَارِكَةِ وَالْأَسَاقِفَةِ، فَإِنَّ الْمَسِيحَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ كَانَ يَتَدَيَّنُ بِالطَّهَارَةِ، وَيَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَيُوجِبُ غُسْلَ الْحَائِضِ، وَطَوَائِفُ النَّصَارَى عِنْدَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ غَيْرُ وَاجِبٍ، وَأَنَّ الْإِنْسَانَ يَقُومُ مِنْ عَلَى بَطْنِ الْمَرْأَةِ يَبُولُ وَيَتَغَوَّطُ وَلَا يَمَسُّ مَاءً وَلَا يَسْتَنْجِي، وَالْبَوْلُ وَالنَّجْوُ يَنْحَدِرُ عَلَى سَاقِهِ وَفَخْذِهِ وَيُصَلِّي

2 / 483