ہدایت الحیری
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
ایڈیٹر
محمد أحمد الحاج
ناشر
دار القلم- دار الشامية
ایڈیشن
الأولى
اشاعت کا سال
١٤١٦هـ - ١٩٩٦م
پبلشر کا مقام
جدة - السعودية
اصناف
عقائد و مذاہب
وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا، وَهُوَ كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ، مُتَوَسِّطٌ فِي الْعَشِيرَةِ، أَكْثَرُ جُنْدِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قُلْتُ: وَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: رَجَفَتِ الشَّامُ مُنْذُ هَلَكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجَفَاتٍ كُلُّهَا فِيهَا مُصِيبَةٌ، وَبَقِيَتْ رَجْفَةٌ عَامَّةٌ فِيهَا مُصِيبَةٌ يَخْرُجُ عَلَى أَثَرِهَا، فَقُلْتُ: هَذَا هُوَ الْبَاطِلُ، لَئِنْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا لَا يَأْخُذُهُ إِلَّا مُسِنًّا شَرِيفًا، قَالَ أُمَيَّةُ: وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ إِنَّهُ لَهَكَذَا. فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَكَّةَ لَيْلَتَانِ أَدْرَكَنَا رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِنَا، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: أَصَابَتِ الشَّامَ رَجْفَةٌ دُثِّرَ أَهْلُهَا، وَأَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ عَظِيمَةٌ، فَقَالَ أُمَيَّةُ: يَا أَبَا سُفْيَانَ؟ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَظُنُّ صَاحِبَكَ إِلَّا صَادِقًا.
وَقَدِمْنَا مَكَّةَ ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أَرْضَ الْحَبَشَةِ تَاجِرًا، وَكُنْتُ فِيهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَكَّةَ فَجَاءَ النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيَّ وَفِي آخِرِهِمْ مُحَمَّدٌ وَهِنْدٌ تُلَاعِبُ صِبْيَانَهَا، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ بِي، وَسَأَلَنِي عَنْ سَفَرِي وَمَقْدِمِي، ثُمَّ انْطَلَقَ، وَقَلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا الْفَتَى لَعَجَبٌ، مَا جَاءَنِي مِنْ قُرَيْشٍ أَحَدٌ لَهُ بِضَاعَةٌ إِلَّا سَأَلَنِي عَنْهَا وَمَا بَلَغَتْ، وَاللَّهِ إِنَّ لَهُ مَعِي لَبِضَاعَةً مَا هُوَ بِأَغْنَاهُمْ عَنْهَا ثُمَّ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا. فَقَالَتْ: أَوَمَا عَلِمْتَ بِشَأْنِهِ؟ فَقَلْتُ - وَفَزِعْتُ - وَمَا شَأْنُهُ؟ قَالَتْ: يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ فَوَجِمْتُ، ثُمَّ قَدِمْتُ الطَّائِفَ فَنَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ فَقُلْتُ: هَلْ تَذْكُرُ حَدِيثَ النَّصْرَانِيِّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: قَدْ كَانَ، قَالَ: وَمَنْ؟ قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَتَصَبَّبَ عَرَقًا. فَقُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ الرَّجُلِ مَا كَانَ وَأَيْنَ أَنْتَ مِنْهُ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُومِنُ بِنَبِيٍّ مِنْ غَيْرِ ثَقِيفٍ أَبَدًا.... فَهَذَا حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أُمَيَّةَ، وَكَذَلِكَ حَدِيثُهُ عَنْ هِرَقْلَ، وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، وَكِلَاهُمَا مِنْ أَعْلَامِ النُّبُوَّةِ الْمَأْخُوذَةِ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ.
2 / 406