343

فانصرفت إلى منزلي واضطربت خراسان من الخوارج ولم يمكني أن أخرج وسيدي عالم بما أقول فخرجت العام مع الحاج فلم أترك أحدا من أصحابنا بنيسابور والري وهمدان وغيرهم إلا سألتهم فوجدتهم مختلفين حتى وجدت أحمد بن يعقوب المدائني صاحب الكتاب فكتب لي كتابا إلى السيد فدخلت بغداد منذ ثلاثة أشهر فما تركت أحدا يقول بهذا القول إلا لقيتهم وناظرتهم فوجدتهم مختلفين حتى لقيت أبا الحسن بن ثوابة وأصحابه وأبا عبد الله الجمال وأبا علي الصائغ وغيرهم فقالوا: إن جعفرا أبيه [أباه وصي أخيه أبي محمد ولم يكن إماما غيره ورأيت علي بن الحسين بن فضال فقال كتبت إلى جعفر فسألته عن أبي محمد من وصيه فقال: أبو محمد كان إماما مفترض الطاعة على الخلق وأنا وصيه ورأيت غيرهم فقالوا إن جعفرا وصي أبيه أبي الحسن فتحيرت وقلت ليس هاهنا حيلة إلا أن أخرج إلى السيد وأسأله مشافهة فخرجت إلى سيدي فهذه قصتي وحالي فإن رأى سيدي أن يمن على عبده بالنظر إلى وجهه وسؤاله مشافها فعل فإني خلفت ورائي قوما حيارى فلعل الله أن يهديهم سيدي سبيلا فعلا مفعولا مأجورا إن شاء تعالى وراجعت الكتاب إليه على يد أم أبي سليمان فلما كان بعد ساعة جاءت هذه الامرأة التي تكنى أم سليمان فقالت لي: يقول لك السيد إني كنت راكبا وانصرفت وأنا كسلان فكن عند هذه الامرأة حتى أوجه إليك وأدعوك فقالت أراك يا سيدي رجلا عاقلا وقد حملت كتاب أخينا إلي وسألني هل تعرفين هذا الرجل فقلت لا أعرفه وكان عند السيد عام الأول وأنا أدخلك عليه وأسألك يا أخي لا تتحدث قلت نعم لك هذا فإني رجل مرتاد إليك أريد فكاك رقبتي من النار فقلت إني أدخل عليه إن شاء الله بعد الظهر ثم نزلت من عندي وصعدت بطبق فيه أربع أرغفة وقثاء مفرم وبطيخ وصينية وكوز ماء فقالت كل فقلت إني أكلت وجئت فقالت: أسألك أن تأكل فإن هذا من الخبز الذي يجري على السيد فأكلت منه رغيفا من القثاء والبطيخ فلما صدرت جاءت وقالت: قم فقمت فأدخلتني في دهليز جعفر وردت الباب فجلست مع خادمه الأبيض ودخلت الامرأة إليه ثم خرجت وقالت

صفحہ 389