295

فأمسكنا عن الأكل، فقال أبو شعيب: يا إسحاق ويحك تجد هذا وتتحير بغيره، فقال: لا يا سيدي، فقالت الجماعة الحمد لله الذي عرفنا من طلب الرطب واللبن والزبد، فقال: لنا كلوا لا تثريب عليكم @HAD@ ، فأكلنا والله فما رأينا رطبا ولا زبدا أطيب من ذلك فرجع الخادم وقال: مولاك يقول لك يا أبا شعيب اغرس هذا النوى في بستانك بالبصرة يخرج منه نخلة واحدة آية لك وعبرة في حياتك وبعد وفاتك فأمر بجمع النوى وغرسه في البستان بحفرة واحدة، قال أبو الحسين محمد بن يحيى الفارسي: فعدت من قابل فجاء في نفسي من أمر النخلة فلما وصلت إلى أبي شعيب قال: يا أبا الحسين جئت ترى النخلة قلت نعم يا سيدي وكان عنده جماعة من أولياء سيدنا أبي محمد الحسن (عليه السلام) فقال: قوموا فقمنا فدخل البستان ودخلنا معه فرأينا نخلة ظننا أنها من نبات سنين كثيرة فلم نعرفها فقال: هذه هي فدنونا منها وأسعافها تحركها الرياح فسمعنا في تخشخشها ألسنا تنطق وتقول لا إله إلا الله محمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن بن علي حجج الله على خلقه والحجة المهدي سمي جده رسول الله وكنيته ابن الحسن حقا حقا علم من علم وشهد من شهد والله على ما نقول من الشاهدين فقلنا يا سيدنا أبا شعيب إن هذا شيء عجيب هذه ألسن الملائكة تنطق بهذه النخلة أم ألسن المؤمنين من الجن فقال: هذه ألسن من النخلة فقلنا جعلنا فداك وهذا مثله ما كان في الزمان، فقال: نعم، وأعجب من ذلك قلنا: له خبرنا به فقال سأل جابر بن يزيد الجعفي، لمولانا أبي جعفر الباقر (عليه السلام) بستين ألف خبر وقال له: ذلك استودعه علما وفضلا في هذه الدلالة فحدثه الباقر (عليه السلام) الستين ألف خبر، فقال له: يا مولاي كيف أكون فيها، فقال: تحدث منها بعشرين ألف خبر، وعشرين ألف خبر، أخفها ولا تظهرها، فقال: يا مولاي ضعف صبري عن إخفائها فقال: احفر لها حفيرة في الجبانة وتحدث بها فإذا أخرجت رأسك منها ادفنها ففعل جابر ذلك كله فلما أن حدث

صفحہ 339