250

جعفر بن محمد بن يونس، قال دفع سيدنا أبو الحسن الرضا (عليه السلام) إلى مولى له حمارا بالمدينة وقال تبيعه بعشر دنانير ولا تنقصه شيئا فعرفه المولى فأتاه رجل من أهل خراسان من الحاج فقال له معي ثمانية دنانير ما أملك غيرها فقال له ارجع لمولاك إن شئت لعله يأذن لك في بيعه بهذه الثمانية دنانير فرجع المولى إليه فأخبره بخبر الخراساني فقال له: قل له إن قبلت منا الدينارين صلة أخذنا منك الثمانية فقلت له: فقال قد قبلت فسلمت إليه وحج أبو الحسن معه فلما كنا في بعض المنازل في المنصرف وإذا أنا بصاحب الحمار يبكي فقلت له ما لك قال سرق حماري وعليه الخرج وفيه نفقتي وثيابي وليس معي شيء إلا ما ترى فأخبرت أبا الحسن أن هذا صاحب الحمار الذي اشتراه ذكر من قصته كذا وكذا، فقال أبو الحسن: أعطه عشرين درهما وقل له إذا قدمت المدينة فالقنا قال: فمضينا فلما كنا في أوائل المدينة بعد رجوعنا من مكة نظر أبو الحسن إلى قوم متكئين على الطريق فأشار إليهم وقال سارق الحمار معهم: والحمار معه والرجل ما أحدث فيه حدثا فامض إليه وقل له: يقول لك علي بن موسى إما أن ترد الحمار وما كان عليه وإلا رفعت أمرك إلى السلطان فأتيته فقلت له: ما قال، قال سارق الحمار يجعل عهدا وذمة أن لا يدل علي وأرد الحمار وما عليه الخرج وقدم صاحب الحمار فقال: هذا حمارك وما عليه فانظر فإنك لا تفقد منه شيئا من متاعك فنظر وقال جعلني الله فداك ما فقدت من متاعي قليلا ولا كثيرا.

وعنه عن محمد بن يحيى الخرقي، عن أبي الحسن الخفاف عن النضر بن سويد، قال: كان أبي مريضا فدخلت المدينة على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك إني خلفت أبي بالكوفة مريضا فقال لي: آجرك الله فلما قدمت الكوفة وجدت أبي قد مات قبل مسألتي إياه عن الدعاء له بالعافية.

صفحہ 290