في الخارج ، كما في الكفاية (1)، ولا جعل المكلف في الكلفة ، كما أفاده شيخنا الأستاذ (2)، ولا إنشاء البعث والزجر ، كما أفاده بعض (3) مشايخنا قدسسره ، ولا الإلزام بالفعل أو الترك ، كما عن غيرهم ، بل هذه عناوين تنتزع من إظهار المولى شوقه وما في نفسه بلفظ أو إشارة أو كتابة أو غير ذلك مما يكون مبرزا لما في النفس من شوق أو غيره ، فالبعث ينتزع باعتبار أن المولى يوجه عبده نحو المراد ، وعنوان التكليف ينتزع بلحاظ إيقاعه وجعله في الكلفة ، والإلزام باعتبار جعل المأمور به لازما عليه وعلى عهدته ، وهكذا سائر العناوين كل ينتزع عنه باعتبار ، وشيء من ذلك لا ربط له بمدلول الأمر ، بل مدلوله كما عرفت هو إبراز (4) المولى شوقه بفعل لعبده بمبرز وهو صيغة «تعال» تارة ، والإشارة أخرى ، والكتابة ثالثة ، وهكذا ، إذ ذلك مقتضى تعهد الواضع بأن متى ما اشتقت إلى مجيئك إياي جعلت مبرزه ومعرفه هذا اللفظ ، وليس لمدلوله خارج حتى يحتمل مطابقته له أو عدمها ، كما في الخبر ، كما أنه ليس لتحريك اليد مقام قول المتكلم : «تعال» خارج ولا واقع يطابقه ، وهذا واضح جدا.
صفحہ 204