واستحال سجن أفرام إلى هيكل توبة فنظم في استرضاء ربه من شعر الكفارة شيئا كثيرا. قبل سجنه بريئا، وأخيرا تطهرت نفسه، واعترف المجرم بجنايته وخرج أفرام من سجنه خروج الذهب من النار.
وفي حكاياتهم أمثلة كثيرة على العدل ومحاسبة الله ملوك أرضه عما فعلوا في عباده. حكي عن عبد الله بن عمر أنه حينما اقتربت المنية من والده سأله متى يراه بعد موته؟ فقال عمر: أراك يوم القيامة إن شاء الله.
فقال عبد الله: وددت لو أراك قبل ذلك.
فقال عمر: إذن تراني في المنام بعد يومين أو ثلاثة.
ومات الإمام العادل ومضت الليالي الثلاث ولم ير عبد الله أباه، وبعد اثني عشر عاما جاءه في المنام فسأله ابنه عبد الله: أما قلت لي يا أبت، إنني أراك بعد ثلاث ليال من موتك؟
فقال عمر: لم يكن لي الوقت يا بني، كان ربك يحاسبني عن جسر تهدم أثناء فتح العراق ولم يصلحه العمال وقد عثرت به عنزة فكسرت ساقها.
الله الله ... فكم من رقاب تفك في هذا الزمان، وكم من نفوس تزهق بسبب إهمال العمال، وليس من أحد يحاسب نفسه حتى كاد العدل أن يتوارى.
وقد قرأت في أيام الصبا، حكاية يونانية كتبت لحث الناس على العدالة. قيل: إن العدل ساد في إحدى المناطق الرومانية حتى كان القاضي يحضر إلى مجلسه ويتربع فيه، ثم لا يمثل أحد بين يديه فيرجع إلى بيته. وأخيرا أذاع أنه مقيم في بيته، فإذا شاء أحد أن يرفع إليه ظلامة فما عليه إلا أن يشد حبل الجرس، فيخف القاضي إلى استقباله وسماع شكواه.
وانقضى الشتاء ولم يدع القاضي أحد. وجاء الربيع فنبت العشب حول حبل الجرس فغطاه . وفي ذات يوم سمع القاضي صوت الجرس، فخرج ليرى من الطارق، فإذا هو بغل خلي سبيله ليرعى. البغل مهزول ما عليه غير جلد منشور على عظم. عمل حتى أدركته الشيخوخة، ولما لم تبق منه بقية ألقى صاحبه حبله على غاربه وصرفه من الخدمة، وظل القاضي يفتش عن صاحب البغل حتى وجده، ولما مثل بين يديه حكم عليه وأجبره على إطعام بغله.
إنها حكايات، وقد تكون أساطير، ولكنها كيفما دارت بها الحال، تعلمنا درسا ساميا.
نامعلوم صفحہ