الرجلان يقفان على حافة الجسر ينظران إلى مكان سقوط الشيء لدقيقة، ثم يعودان للسيارة وينطلقان.
لم يكن «مجاهد» يفهم ما رآه، وإن بدا له الموقف مريبا على نحو خاص، لكن الرجلين كانا يتصرفان بثقة وهدوء.
لا أحد يفعل شيئا مريبا، ويتصرف بهذا الهدوء. «نفاية!» فكر في نفسه، وهو يرمق السيارة؛ إذ تختفي من مجال بصره.
لكن من الذي يتخلص من نفاياته في الخامسة والنصف صباحا؟! ثم من الذي يتخلص من نفاياته بهذه الطريقة؟!
لا وقت لديه للفهم، عليه أن ينتهي من التنظيف؛ حتى يصل لعم عبد الله في الموعد. - «المروحة تحتاج بعض الزيت.»
قالها مذكرا نفسه، وهو يعود لتنظيف مقاعد الحافلة.
الفصل الأول
هل تحممت بعطر وتنشفت بنور!
عينان واسعتان شفافتان بريئتان شعر أمامهما بأنه وغد جدا، نجس جدا، منحط جدا، ملوث جدا.
تلك عيون لم تخلق للبكاء أو التكدر، ولم تر صاحبتهما سوءا طوال حياتها.
نامعلوم صفحہ