مجددا بدأت زاوية فمه تختلج، وعادت أصابعه تتحرك بذات الوتيرة الغريبة. تقلص وجهه وبدأت وتيرة تنفسه تتسارع. لم يرد.
قلت: «أنت في مكان آمن، أنت تزداد استرخاء الآن. أين كنت بعد المدرسة يوم الخميس 17 يونيو؟»
مرت دقائق، صدره يعلو ويهبط، قال بصوت أشبه بالأنين: «الصقر.» - «أي صقر؟»
مجددا راح تنفسه يتسارع، وراحت أصابع يده تتحرك في ارتعاشات لاإرادية، أعدت سؤاله: «أي صقر؟»
قال وهو يئن: «أمي.» - «ماذا حصل لأمك؟»
سأعفيك يا سيدتي من ذكر تلك الجلسة بتفاصيلها تلك، فلقد استمرت قرابة الساعة ونصف الساعة على هذا النحو، حتى استطعت أن أستخرج مكنونات ذاكرته عن ذلك اليوم.
كانت مجموعة متفرقة من المعلومات التي ذكرها لي ردا على أسئلتي، وسأحاول أن أجمعها في رباط واحد؛ حتى أحكي لك ما حدث في السابع عشر من يونيو، وكأنني كنت شاهدا عليه.
2
الخميس: 17 يونيو 2004م
قال المعلم محذرا، وهو يجمع أوراقه: «قبل أن تنطلقوا لمنازلكم، تذكروا: سيكون الاختبار يوم الأحد القادم، يجب أن تستذكروا جيدا.»
نامعلوم صفحہ