لكن هل هناك ظل فعلا؟
أصوات أقدام وجلبة خارج المكتب، وأصوات همهمات تردد فيها اسم «عمار» عدة مرات. أرى ومضات من ضوء كشافات يدوية تنعكس لثوان على الزجاج الخشن في باب المكتب. لا أعرف ما يحدث، لكن الأصوات أشعرتني بالخوف فعلا.
هو ليس هنا حقا. فبالتأكيد أنا خاضع لنوع من أنواع الهلوسة. هلوسة بصرية وسمعية، فأرى وأسمع وأتفاعل مع أشياء ليست موجودة في الواقع.
ربما كنت أهلوس من البداية. ربما لم أعرفه أصلا.
من يضمن لي أنني طبيب أصلا، ولست أحد المرضى المحتجزين في المستشفى؟
هل كانت «هبة» هنا فعلا؟
يصعب علي تخيل نفسي جالسا لساعات، أحكي كل هذه الأحداث للكرسي الخالي أمامي.
صوت الأجراس هذا!
وأنظر إلى نفسي في انعكاس غطاء الأباجورة النحاسي اللامع الموضوع على سطح المكتب، يعمل بكفاءة كمرآة جيدة الصقل، وكثيرا ما كنت أستخدمه لتشذيب شاربي، ليست ملامح وجهي التي أعرفها. اختفى الشيب وتلاشت الملامح العجوز المرهقة واختفت النظارات، وجدت نفسي أحملق في الوجه الجامد ل «عمار» في انعكاس المرآة يحدق في بإصرار. أحرك وجهي يمينا ويسارا في بطء، وعيناي معلقتان على الانعكاس فيقلدني بدقة.
لماذا يرتدي نفس قميصي؟
نامعلوم صفحہ