لم يكن بوسعي تغيير شيء.
تلك مرافعتي عن نفسي وذاك دفاعي، فانظر ماذا ترى.
ولا تتحججن بجهل الأولين، ولا تقف ما ليس لك به علم. وهل عرفت يا ابن آدم أي شيء عن نفسك، قبل أن تدعي معرفة كل شيء عني!
تتحدث كحكماء القصص القديمة يا رب، مر وقت طويل منذ أن تحدثنا معا آخر مرة، لم تعد تزورني مؤخرا، فقط تسمعني وتتجاهلني كالعادة.
أقولها وأنا أحدق مشدوها في الضوء الباهر المتراقص، كالموج عبر ثقب انفتح بغتة في السماء.
ثم بدأ ذلك النبض يخفق في صدغي.
بهدوء، لكن بإصرار.
لا بد أنها نوبة صداع أخرى على الأبواب.
وأنظر عبر نافذة العيادة حيث الشارع الخلفي الخالي شبه المظلم، فأرى ذات السيارة البوكس متوقفة عبر الطريق، وفي مساحتها الخلفية المكشوفة يجلس شخص سقطت عليه إضاءة عمود الشارع من الأعلى، فأخفت ملامحه في الظلام، وعكست حدود جسده الخارجية بطريقة السلويت المميزة مما جعل مظهره مرعبا، ينفث دخان السيجارة في هدوء، ومن وضعية جسده قدرت أنه ينظر لنافذة العيادة في تركيز.
صوت بعيد حاد لأجراس كأجراس الكنائس يتردد في مكان ما وهو يتعالى رويدا رويدا. يتردد داخل عقلي بوضوح مزعج، هل تسمعه معي؟
نامعلوم صفحہ