لا أستطيع أن أجزم ما الذي حدث بالضبط، فقد حدث كل شيء بسرعة.
أذكر أنني سمعت صوت رصاص يطلق بغزارة، ساد هرج ومرج وبدأ الجمع في التزعزع. وبدأت أصوات الهتافات والصراخ في التداخل، فلم أعد أفهم حرفا.
صبي يرتدي الفانلة الداخلية، وقد ربط قميصه على وسطه، يحمل أحجارا وراح يقذفها على سيارات الأمن، انحنى ليحمل حجرا آخر، ثم سقط منكفئا على وجهه.
في لحظة كان حيا، في اللحظة التالية همدت حركته، وتكوم على الأرض دون أن ينطق حرفا، وكأنك نزعت القابس فجأة.
فإذن كان هذا هو الموت!
وكأنني أشاهد عرضا سينمائيا ما، راح الشباب يتساقطون كالذباب، يدوي صوت الرصاصة، ثم يسقط أحدهم، ثم آخر، ثم آخر.
وبدا أن الأمر لن ينتهي.
كان دخان الغاز يتكاثف في الميدان، بينما لا زالت القنابل تتساقط في سخاء، وتعالت أصوات السعال، وأصوات الاختناق، وراح بعض الأشخاص ينزعون ملابسهم في جنون، بعدما احترقت عيونهم وشعبهم الهوائية بفعل الغاز.
حدث كل هذا في لحظة، وفي اللحظة التالية بدأ الجنون.
كان الجميع يركض في الأنحاء بلا هدى.
نامعلوم صفحہ