Salisbury
وهما إيطاليان ويقيمان في إيطاليا.
وقبل أن نعود إلى المسرحية يجمل بنا أن نصور الأحوال الدينية التي سادت آنذاك، أو ما وصلت إليه عند بداية المسرحية، ولا شك أن ذلك الجو العام كان معروفا للقراء في عصر الملكة إليزابيث وجيمس الأول (الذي قدمت المسرحية في عهده). كان عدد الأبرشيات في إنجلترا بلغ نحو 8000 إلى جانب ستمائة دير للرهبان و130 ديرا للراهبات. وقد كتب ريتشارد فوكس
Fox
إلى وولزي عام 1519م، يقول إنه قد يئس تماما من إصلاح حال الكنيسة؛ إذ كان القسس يرون أن ترقيتهم في سلك الكهنوت تتوقف على ما يجمعونه من مال، فتسابقوا في الحصول على المكوس من الفلاحين وصغار التجار (العشر من كل شيء). ومن الطبيعي ألا يستجيب وولزي لهذه الشكوى لأنه كان هو نفسه على رأس هذا النظام الكنسي. ويقول فرود في كتابه عن هنري الثامن (Froude,
Henry VIII , vol. II pp. 114-115)
إن مورتون
Morton
كبير الأساقفة اتهم رئيس رهبان دير سانت أولبانز في عام 1489م (الذي خلفه وولزي فيما بعد) بالاتجار «في المقدسات والرتب والوظائف الدينية، ومزاولة الربا والاختلاس والإقامة علنا وباستمرار مع العاهرات والعشيقات داخل أرباض الدير وخارجه» (ص114). كما «اتهم الرهبان بأنهم يحيون حياة داعرة ... لا بل إنهم يدنسون الأماكن المقدسة، حتى كنائس الرب ذاتها، بمضاجعة الراهبات، وما أبغض ذلك إلى قلوب المؤمنين!» (ص115)، بل إنه ذهب إلى القول بأنهم حولوا ديرا صغيرا مجاورا إلى «ماخور عام» (نفس الصفحة).
وأهم من ذلك كله ما شاع عن الخروج عن الدين، أو المروق أو التجديف في الدين، والذي يدخل جميعا في باب الهرطقة، أو البدعة التي يعاقب مرتكبها بالإعدام حرقا. وكانت سلطة الكنيسة في معاقبة الهراطقة لا حدود لها، وكانت أحكامهم لا راد لها، فأشاعت الخوف في النفوس وقذفت الرعب في القلوب. وكان من بين ما يعد من قبيل الهرطقة الدخول في جدل حول القربان المقدس، أو القول بأنه يكفي أن يقدم من الخبز، والتشكيك في السلطة الإلهية للقسس؛ أي السلطة المفوضة للقس من الرب في الحكم بأن الشخص مؤمن أو كافر، وفي التكريس أو الحل، أو القول بأن القرابين المقدسة ليست ضرورية للحصول على الخلاص، أو التشكيك في قيمة زيارة قبور الأولياء والصالحين، وفي قيمة الصلاة من أجل الموتى. والجدير بالذكر أن بعض الأملاك الشاسعة والأراضي الخصبة كانت موقوفة على الإنفاق على هذه الصلوات (
نامعلوم صفحہ