34

Hazz al-Ghalasim fi Ifham al-Mukhasim 'ind Jaryan al-Nazhar fi Ahkam al-Qadar

حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

تحقیق کنندہ

عبد الله عمر البارودي

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1405 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

السّنة والقدرية يتجاذبونها كل يَدعِي أَنَّهَا حجَّة لَهُ على مَا ذهب إِلَيْهِ وَوجه إحتجاجهم بهَا أَن الْقَدَرِيَّة يقلون أَن الْحَسَنَة هَا هُنَا هِيَ الطَّاعَة والسيئة هِيَ الْمعْصِيَة قَالُوا وَقد نسب الْمعْصِيَة فِي قَوْله ﴿وَمَا أَصَابَك من سَيِّئَة فَمن نَفسك﴾ إِلَى الانسان دون الله تَعَالَى فَهَذَا وَجه تعلقهم بهَا وَوجه تعلق الآخرين مِنْهَا قَوْله تَعَالَى ﴿قل كل من عِنْد الله﴾ قَالُوا فقد أضَاف الْحَسَنَة والسيئة إِلَى نَفسه دون خلقه وَهَذِه الْآيَة إِنَّمَا يتَعَلَّق بهَا الْجُهَّال والعوام من الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا لأَنهم بنوا ذَلِك على أَن السَّيئَة هِيَ الْمعْصِيَة هَهُنَا وَلَيْسَت كَذَلِك الله أعلم والقدرية إِن قَالُوا ﴿مَا أَصَابَك من حَسَنَة﴾ أَي من طَاعَة ﴿فَمن الله﴾ لَيْسَ هَذَا إعتقادهم لِأَن إعتقادهم الَّذِي بنوا عَلَيْهِ مَذْهَبهم أَن الْحَسَنَة فعل المحسن والسيئة فعل الْمُسِيء وايضا لَو كَانَ لَهُم فِيهَا حجَّة لَكَانَ يَقُول مَا أصبت من حَسَنَة وماأصبت من سَيِّئَة لِأَنَّهُ الْفَاعِل للحسنة والسيئة جَمِيعًا وَلَا يضافان إِلَيْهِ إِلَّا بِفِعْلِهِ لَهما وَلَا يفعل غَيره إِنَّمَا الْحَسَنَة والسيئة فِي هَذِه الْآيَة مَا ذكره الْمُفَسِّرُونَ لِلْآيَةِ قَالُوا الْحَسَنَة هَا هُنَا الخصب والسيئة الجدب وَقيل الْحَسَنَة السَّلامَة والأمن والسيئة الْأَمْرَاض وَالْخَوْف وَقيل الْحَسَنَة الْغنى والسيئة الْفقر وَقيل الْحَسَنَة النِّعْمَة وَالْفَتْح وَالْغنيمَة يَوْم بدر والسيئة البلية والشدة وَهِي الْقَتْل والهزيمة يَوْم أحد قَوْله ﴿يَقُولُوا هَذِه من عنْدك﴾ يَا مُحَمَّد أَي بِسوء تدبيرك وَهُوَ قَول ابْن عَبَّاس ﵁

1 / 51