كانت الراقصات يرتدين تنورات قطنية لامعة ذات ألوان حمراء وصفراء وخضراء وزرقاء وبيضاء، وفوقها قمصان ذات أربطة. وقد أرخت آلما أربطة قميصها لتظهر بداية صدرها بصفاقة. حتى هذا المنظر ابتسمت الآنسة فاريس له واستمرت في طريقها. وبدا أن كل شيء مرغوب يمكن أن يحدث الآن.
بالقرب من بداية الرقصة، بدأ غطاء رأسي - وهو عبارة عن قمع طويل من الورق المقوى ملفوف بشبكة صفراء وبه غطاء صغير مرتخ يحمل طابع العصور الوسطى - بدأ ينزلق بصورة طفيفة وكارثية إلى جانب رأسي. فكان علي أن أميل رأسي كما لو كانت رقبتي ملتوية، وأن أؤدي الرقصة بهذا الشكل وأنا أضغط على أسناني وأرسم ابتسامة ثابتة خاوية.
وبعد أداء النشيد الوطني «ليحفظ الله الملك»، وبعد أن أسدل الستار النهائي، انطلقنا إلى محل المصور جميعنا ونحن لا نزال نرتدي أزياءنا دون معاطف كي تلتقط صورنا. تكدسنا معا ونحن ننتظر أمام الستائر المهملة التي يتخذها المصور خلفية للصور، والتي رسمت عليها شلالات بنية اللون وحدائق إيطالية. وجد دايل ماكلوفلين مقعدا من تلك المقاعد التي يجلس عليها الآباء في الصور العائلية ويتجمع الأولاد والأم من حولها. فجلس على المقعد، وجلست آلما كودي بكل جرأة على ركبته، وارتمت بتثاقل على عنقه. «أشعر بالوهن، إنني مريضة، هل تعلم أنني تناولت أربع حبات أسبرين؟»
كنت أقف أمامهما فقال لي دايل ببشاشة: «اجلسي، اجلسي.» ثم شدني فوق آلما التي صرخت . ثم فتح ساقيه الطويلتين ورمى كلتينا على الأرض. أخذ الجميع يضحكون، وسقطت قبعتي ونقابي فالتقطها دايل ووضعها على رأسي بالمقلوب، فصار النقاب على وجهي. «تبدين فاتنة هكذا وأنت لا ترين أي شيء.»
حاولت أن أنفض عنها الغبار وألبسها بالشكل الصحيح. وفجأة ظهر فرانك ويلز من بين الستائر بعد أن التقطت صورته وحيدا بزيه الفخم والمعدم في آن واحد.
صاحت زوجة المصور بغضب مطلة برأسها من بين الستائر: «التالي! الراقصون.» كنت آخر من دخل؛ إذ كنت لا أزال أحاول أن أضبط غطاء رأسي بالشكل الصحيح، فقال دايل: «انظري إلى انعكاسك في نظارتي.» فنظرت فيها رغم أن رؤية عينه الوحيدة الحولاء خلف انعكاس صورتي كانت تشتت انتباهي. وكان هو يصنع بوجهه تعبيرات ازدرائية.
ثم قال لفرانك ويلز: «عليك أن تصحبها إلى بيتها.»
فقال فرانك ويلز: «من؟»
أومأ دايل ناحيتي وقال: «هي.» اهتز رأسي في نظارته فتابع قائلا: «ألا تعرفها؟ إنها تجلس أمامك.»
خشيت أن يكون الأمر مجرد مزحة. شعرت بالعرق يتصبب من تحت إبطي، وهي دائما ما تكون العلامة الأولى للخوف من المهانة، وسبح وجهي في عيني دايل الخرقاء. كان ذلك كثيرا، وخطيرا؛ أن يزج بي هكذا إلى داخل حلمي مباشرة.
نامعلوم صفحہ