قالت أمي بمزيد من الوقار: «إنه معطف شديد الجمال.»
نظر الخال بيل إليها حزينا وقال: «لن يجني زوجك أي أرباح من ذلك العمل يا آدي، فهو تحت سيطرة اليهود. والآن، هل لنا بفنجان من القهوة في هذا المنزل كي أحصل على بعض الدفء أنا وزوجتي الصغيرة؟»
المشكلة أننا لم يكن لدينا بن. كانت والدتي وفيرن دوجرتي تحتسيان الشاي - الذي كان أرخص من البن - ومشروب بوستام في الصباح. قادت أمي الجميع نحو غرفة الطعام وجلست نايل، فقالت أمي: «ألا ترغبين في تناول فنجان من الشاي الساخن؟ لقد نفد البن تماما.»
فلم يتأثر الخال بيل ورفض تناول الشاي قائلا إنه إذا كان البن قد نفد من عند أمي فسوف يحضر بعضا منه، ثم سألني: «هل لديكم أية محلات بقالة في هذه المدينة؟ لا بد أن لديكم واحدا أو اثنين في مدينة كهذه، إنها مدينة كبيرة حتى إن بها مصابيح في الشوارع، لقد رأيتها. سوف أذهب أنا وأنت بالسيارة كي نشتري بعض البقالة، وندع هاتين السيدتين ليتعرفا.»
انزلقت بجواره في تلك السيارة الضخمة الملونة بلوني الكريمة والشوكولاتة التي تفوح برائحة النظافة، واجتزنا شارع ريفر وشارع ميسون إلى الشارع الرئيسي في جوبيلي، وأوقفنا السيارة أمام بقالة «ريد فرونت» خلف زلاجة جليد تجرها الجياد. «هل هذا متجر بقالة؟»
لم أورط نفسي، فماذا لو قلت إنه كذلك ثم اتضح أنه لا يوجد به أي من الأغراض التي يريدها؟ «هل تتسوق والدتك هنا؟» «أحيانا.» «أعتقد إذن أنه مناسب لنا.»
ومن تلك السيارة رأيت الزلاجة التي تجرها الجياد ومعلق على أفواهها أكياس من العلف، ومتجر ريد فرونت، والشارع بأكمله بشكل مختلف. لم تبد جوبيلي مميزة وخالدة كما ظننتها، بل بديلا مؤقتا رثا بالكاد يفي بالغرض.
كان المتجر قد تحول لتوه إلى نظام الخدمة الذاتية، أول متجر يتحول إلى ذلك النظام في المدينة. وكانت الممرات شديدة الضيق لا تستوعب عربات التسوق ولكن ثمة سلال يمكن حملها في الذراع لجمع المشتريات. كان الخال بيل يريد عربة تسوق، وسأل عما إذا كان ثمة متاجر أخرى في المدينة بها عربات تسوق، ولكن الإجابة جاءت بالنفي. وعندما انتهينا من هذا الأمر، أخذ يقطع ممرات المتجر ذهابا وإيابا وهو يردد أسماء الأغراض، كان يتصرف كما لو لم يكن أحد آخر في المتجر على الإطلاق، وكما لو كانت الحياة تدب في من في المتجر فقط عندما يريد أن يطلب منهم شيئا، وكما لو أن المتجر نفسه ليس حقيقيا، بل صنع على عجل في اللحظة التي قال فيها إنه بحاجة لمتجر.
اشترى بنا وفواكه وخضروات معلبة وجبنا وبلحا وتينا وحلوى البودنج ووجبات من المكرونة ومسحوق الشوكولاتة الساخنة والمحار والسردين المعلب، وظل يسألني «هل تحبين هذا؟ هل تحبين ذاك؟ هل تحبين الزبيب؟ هل تحبين رقائق الذرة؟ هل تحبين المثلجات؟ أين يحتفظون بالمثلجات؟ ما النكهة التي تحبينها؟ الشوكولاتة؟ هل أكثر نكهة تحبينها هي الشوكولاتة؟» وفي نهاية الأمر أصبحت أخشى النظر إلى أي شيء لئلا يشتريه.
توقف خالي أمام نافذة متجر سيلرايت التي كان يوجد بها علب من الحلوى غير المعبأة قائلا: «أنا واثق من أنك تحبين الحلوى. ماذا تريدين؟ العرقسوس؟ الهلام بالفاكهة؟ حلوى المكسرات؟ فلنأخذ مزيجا منها، نأخذ من الثلاثة. سوف تصيبك هذه الحلوى بالعطش، كل حلوى المكسرات تلك، فمن الأفضل أن نجد مشروبا غازيا.»
نامعلوم صفحہ