ووجد الرافعي بذلك ما يشغله، فعاد إلى نفسه، وأغلق دار كتبه عليه ...
تاريخ آداب العرب
إن كثيرا من الأدباء لا يرضيهم أن يعترفوا للرافعي بيد على العربية أو يروا له صنيعا في الأدب يستحق الخلود، إلا حين يذكرون كتابه «تاريخ آداب العرب» وإنه لكتاب حقيق بأن يذكر فيذيع فضل الرافعي على الأدب والأدباء.
انقطع الرافعي لتأليف كتابه من منتصف سنة 1909، إلى آخر سنة 1910، وفي سنة 1911 أتم طبع الكتاب على نفقته قبل أن يحل الأجل الذي عينته الجامعة.
لم يكن الرافعي طامعا في جائزة الجامعة؛ ولذلك لم يتقدم إليها به قبل طبعه، ترفعا عن قبول الحكم فيه لجماعة ليس منهم من هو أبصر منه بالمحكوم فيه.
وكان أسبق المؤلفات ظهورا إلى دعوة الجامعة، الجزء الأول من كتاب العلامة جورج زيدان، ثم الجزء الأول من تاريخ آداب العرب للرافعي، «سبقه ذاك بشهر أو شهرين سبقا مطبعيا».
3
وكانت مقالات الرافعي في «الجريدة» وكتابه «تاريخ آداب العرب» من بعد، هما السبب في تدريس الآداب العربية وتاريخها في الجامعة المصرية، وهما السبب كذلك في وضع ما وضع من الكتب في هذا العلم.
وأعان الرافعي على جمع ما جمع من وسائل البحث لكتابه مكتبات ثلاث بطنطا، كلها حافل بالنادر من كتب العربية، مطبوعها ومخطوطها، هي: مكتبة الرافعي، ومكتبة الجامع الأحمدي، ومكتبة القصبي.
4
نامعلوم صفحہ