قال: «أن تدخل بينه وبين صاحبته دخول الشيطان، فتفرق بينهما ... أتراك تستطيع؟»
فضحكت وقلت: «ثم ماذا؟»
قال: «فإذا بدا له من سيئاتها ما ينكر، وإذا بدا لها ... انتهى ما بينهما إلى القطيعة فيعود إلى زوجه نادما، وإن مرور الأيام لخليق أن يؤلف بينهما من بعد.»
قلت: «فهمت، ولكن ماذا تراني أقول حتى أبلغ من نفسه ومن نفسها ما تريد؟ وهبني عرفت أن أقول له، فمن أين لي أن أستطيع لقاءها فأتحدث إليها؟»
قال: «اسمع، أتراها تقرأ؟»
قلت: «إنني لأعرف مما حدثني عنها أنها قارئة أديبة، وأنها من قراء الرسالة، وقد كان فيما أهدى صاحبها إليها كتاب أوراق الورد، وأحسبها تنتظر ما تكتبه في هذه المشكلة، فقد حدثها صاحبها أنه كتب إليك ...»
قال: «حسن! فسأجرب أن أكون شيطانا بينهما، بل ملكا يحاول أن يرد الزوج الآبق إلى زوجته بوسيلة شيطانية ...!» •••
وكتب الرافعي المقالة الأولى من مقالات المشكلة، وكان مدار القول فيها أن ينتقص صاحب المشكلة ويعيبه وينسب إليه ما ليس فيه مما ينزل بقدره عند صاحبته، ثم نشر أجزاء من رسالته إليه وأن فيها لما يعيبها ويثلبها ويضعها بإزاء صاحبها موضعا لا ترضاه، فلما فرغ مما أراد جعل حديثه إلى القراء يسألهم أن يشاركوه في الرأي ويحكموا حكمهم على الفتى وفتاته بعدما جهد في تصويرهما الصورة التي أراد أن يكون عليها الحكم في محكمة الرأي العام، وترك الباب مفتوحا لترى صاحبة المشكلة رأيها في القضية فيمن يرى من القراء.
ولقيت صاحب المشكلة من الغد، فسألني: «هل رأيت الرافعي؟»
قلت: «نعم!»
نامعلوم صفحہ