96

عزاءك لا يلمم بك الضيم أننا

يتامى ولكن الشقاء ضروب

فهذا يتيم ثاكل صفو عيشه

وذاك من الصحب الكرام سليب

ونذكر هذه القصيدة خاصة لسبب غير دلالتها على نماذج شعره في هذا الباب؛ إذ كانت من أسباب وجومه الذي لزمه من مقتبل شبابه، وكان من دواعي هذا الوجوم أن هذه القصيدة اختارها الأستاذ محمد أمين واصف في كتاب من كتب المطالعة مستحسنا لها، موصيا بحفظها، من دون أن يذكر اسم صاحبها، فكان هذا الإغفال مما آلم الشاعر أشد الإيلام؛ لأنه كان يفهم - كما قال لنا - أن يغفل ذكره لاستهجان شعره، فأما أن يكون الإغفال حتما عليه مستحسنا ومستهجنا، فذلك كنود عجيب.

ولقد كان بعض الإنصاف خليقا أن يلطف من وحشة الشاعر التي لازمته منذ بواكير شبابه، ولكن التواطؤ على نكران فضله بين من يعرفونه ومن يجهلونه محنة لم يكن ليصبر عليها طويلا، مع ما فطر عليه من الحس المرهف والملل السريع.

ففي نحو العشرين نظم شكري هذه الأبيات:

لقد لفظتني رحمة الله يافعا

فصرت كأني في الثمانين من عمري

وحاول مني الهم صبرا فلم أزل

نامعلوم صفحہ