ليس يغني في الصيف ثوب وقار
اغض عنك الوقار وارم به في
جمرات للقيظ مثل النار
إنما العيش طائر بين غصني
ن فخذه مآخذ المستطار
وهذه طبقة من الطلاوة والجزالة قد سلست له في مترجماته، كانت في مبتكراته أسلس وأوفر، وقد توافرت لشكري مقطوعات أبيات في هذه الطبقة من بلاغة الأداء، وكان خليقا أن تتوافر له في كل ما نظم لولا أن التفاوت طبيعة في أعمال العباقرة والموهوبين، ولولا أنه كان قليل الاحتفاء بالمراجعة والتنقيح يرسل شعره إرسالا كما قال:
أرمي بشعري في حلق الزمان ولا
أبيت منه على هم وبلبال
ولكنه - على قلة احتفائه بالتنقيح - قد خلص له من جيد الشعر ما يسلكه في عداد المجددين من نخبة الشعراء.
وله عدا ذلك في ميدان القريض فضل الرائد الذي سبق زمانه في عدة حسنات مأثورات، فهو من أسبق المتقدمين إلى توحيد بنية القصيدة، وإلى التصرف في القافية على أنواع من التصرف المقبول، فنظم القصيدة من وزن واحد ومقطوعات متعددة القوافي، ونظمها مزدوجات وأبياتا من بحر واحد بغير قافية ملتزمة، وآثر في تجاربه الأخيرة أن يلتزم القافية مع تعديدها في مقطوعات القصيدة الواحدة، وتسنى له في جميع هذه المناهج أن ينظم الكثير من القصص العاطفية والاجتماعية قبل أن يشيع نظم القصص في أدبنا الحديث، وله فيها قصيدة اليتيم التي يقول فيها:
نامعلوم صفحہ