فالفلك الأول من أفلاك عطارد المحيط بجميع أفلاكه يتحرك حركة مستديرة حول مركز العالم على قطبين مسامتين لقطبي فلك البروج فيحرك جميع ما يحيط به من أفلاك هذا الكوكب وينقله وينقل مركزي الفلك الحامل والمدير وينقل البعد الأبعد والبعد الأقرب وينقل نقطتي التقاطع.
وهذه الحركة حركة بطيئة وهي على توالي البروج ومبلغها على ما ذكر بطلميوس في كتابه في التعليم في كل مائة سنة جزء واحد من أجزاء الدائرة التي هي ثلاثمئة وستون جزءا.
والفلك الثانى من أفلاك عطارد وهو الفلك المدير يتحرك حول مركزه على قطبين ثابتين فيحرك جميع الفلك الحامل ويحرك مركزه وجميع ما فيه حركة مستديرة على خلاف توالي البروج حول مركز الفلك المدير. والفلك الحامل يتحرك أيضا حركة مستديرة حول مركزه وعلى قطبيه الخاصين من جهة المغرب إلى جهة المشرق فيحرك فلك التدوير بحركته. ويحرك مركزه على محيط الدائرة التي تسمي أيضا الفلك الحامل حركة مستديرة على توالي البروج. ويتحرك مع جملة فلك التدوير جرم الكوكب أيضا على توالي البروج.
وفلك التدوير أيضا يتحرك حول مركزه حركة مستديرة فيحرك جرم الكوكب أعني عطارد حركة مستديرة. وتحدث من حركة مركزه دائرة متوهمة مركزها مركز فلك التدوير تسمي أيضا فلك التدوير وهذه الدائرة مائلة على سطح الفلك الخارج المركز. ومركز الكوكب يتحرك أبدا على محيط هذه الدائرة أما إذا كان في أعلاها فإن حركته تكون إلى توالي البروج وأما إذا كان في أدناها فإن حركته تكون على خلاف توالي البروج.
وإذا تحرك الفلك الحامل فحرك جميع فلك التدوير فإن قطره الذي كان على استقامة الخط الذي عليه مراكز الأفلاك ينتقل ويتغير وضعه.
صفحہ 49