فلا ريب أن نابوليون كان مريضا يوم واترلو، وقد أثر هذا المرض في نتيجة المعركة، غير أنه لا يحق لنا أن نلقي تبعة الانكسار كلها عليه، فننسى كما قال مونتسكيو «الأسباب العامة التي ترفع الممالك وتخفضها.»
ونابوليون كغيره خاضع لهذه الشرعة، فلو لم يقهر في واترلو لقهر بعدها.
الفصل السادس عشر
إلى المنفى
مدام دي مونتولون.
بقي نابوليون مترددا في اختيار البلاد التي ستكون مقره في منفاه، وقد أشار عليه بعض أصحابه أن يقصد إلى أميركا، أما هو فلم يستطع أن يعقد عزما كأنه يخاف المخاطرة أو أن قوة غريبة شريرة كانت مسيطرة عليه.
صورة لنابوليون عند وصوله إلى جزيرة القديسة هيلانة.
ولما جاءه أمر الحلفاء وهو على ظهر الباخرة بلرفون بأن تكون إقامته في جزيرة القديسة هيلانة كانت قواه الأدبية والبدنية في خور وانحطاط، ولم يسمح بمرافقته إلا لعدد محدود من ضباطه وأعوانه، وقد تألم في الأسبوع الأول من دوار البحر فتعرف إلى الجراح الإنكليزي أوميرا وطابت به نفسه، فسأله أن يكون طبيبه الخاص فلم يرفض على شرط أن يكون حرا في تركه متى أراد.
نابوليون في منفاه (من رسم من ذلك الحين).
وبعد ثلاثة أشهر بدت للأعين جزيرة القديسة هيلانة بشواطئها الصخرية، فكانت من المناظر التي تنقبض لها النفس أيما انقباض.
نامعلوم صفحہ