انتبهت حتى أنبهتني.
قال لها: ألحقي بأبيك. وتكلَّم فيها الناس ... فقال لها أبوها: يا بُنيَّ إنّ الناس قد أكثروا فيك فأنبئيني نبئكِ، فإن كان الرجل عليكِ صادقًا دسستُ إليه مَن يقتله، فتنقطع عنك القالة؛ وإن يك كاذبا حاكمته إلى بعض كهّان اليمن.
فحلفت له بما كانوا يحلفون في الجاهلية، إنه لكاذبٌ عليها.
فقالت عُتبة للفاكه: يا هذا إنك رميت ابنتي بأمرٍ عظيم، فحاكمني على بعض كهّان اليمن.
فخرج الفاكه في جماعة من بني مخزوم، وخرج عُتبة في جماعة من بني عبد مناف، وخرجوا معهم بهندٍ ونسوةٍ معها.
فلما شارفوا البلاد، قالوا: غدًا نرد على الكاهن؛ تنكرت حال هندٍ، وتغيّر وجهها: فقال لها أبوها: إنه ما أرى ما بك من تنكُّر الحال، وما ذاك عندك إلاَّ لمكروه. فألاّ كان هذا قبل أن يشتهر للناس مسيرنا؟ قالت: لا والله يا أبتاه ما ذاك لمكروهٍ؛ ولكني أعرف أنكم تأتون بشرا، يخطئ ويصيب؛ لا آمنه أن يسمني ميسمًا يكون عليَّ سُبَّةً في العرب.
قال: إني سوف أختبره قبل أن ينظر في أمرك.
فصفر لفرسه حتى أدلى. ثم أخذ حبةً من حنطة فادخلها في إحليله، وأوكأ عليها بسيرٍ.
فلمّا وردوا على الكاهن أكرمه، ونحر لهم. فلمّا قعدوا قال له عُتبة: إنّا قد جئناك في أمرٍ؛ وإنّي قد خبأت لك خبأ اختبرك به. فانظر ما هو؟ "قال": ثمرةٌ في كمرةٌ.
قال: أُريد أُبين من هذا. قال: حبُّةٌ من بُرٍّ من إحليل مُهرٍ.
1 / 75