لهم الرئاسة، فيطلبون له الغوائل، وينصبون له الحباري، فهم فاعلون أو أبنائهم، ولولا أني أعلم الموت مُجتاحي قبل مبعثه لسرتُ بخيلي ورجلي حتى أصيّر يثرب دار ملكي. فإني أجد في الكتاب الناطق، والعلم السابق أنّ يثرب استحكام أمره، وأهل نصرته، وموضع قبره.
ولولا أني أقيه الآفات، وأحذر عليه العاهات، لأعلنت على حداثة سنِّه أمره، ولا وطئت أسنان العرب عقبه، ولكني صارف ذلك إليك، من غير تقصير بمن معك.
ثم أمَرَ لكلّ رجل منهم بعشرة أعبد، وعشر إماء، وبمئة من الإبل، وحلَّتين من البرود، وبخمسة أرطال ذهب، وعشرة أرطال فضَّة، وكرش مملوء عنبرًا.
وأمر لعبد المطّلب بعشرة أضعاف ذلك. وقال: إذا حال الحول فأتني. فمات ابن ذي يزن قبل أن يحول الحول.
وكان عبد المطّلب كثيرًا ما يقول: لا يغبطنِّي رجل منكم بجزيل عطاء الملك، فإنه إلى نفاد؛ ولكن ليغبطني بما يبقى لي ولعقبي من بعدي ذكره وفخره وشرفه.
فإذا قيل له: متى ذلك؟ قال: سيعلمُ ولو بعد حين: وفي ذلك يقول أُميَّة بن عبد شمس "من الوافر":
جلبنا النُّصحَ تحقُبه المطايا ... على أكوارِ أجمالٍ ونوقِ
1 / 69