ورأيتُ قومي نحوها ... تمضي الأصاغرُ والأكابرْ
لا مَن مضى يأتي إلي ... كَ ولا من الباقين غابر
أيقنتُ أنِّي لا محا ... لةَ حيثُ صار القومُ صائِرْ
حدثنا عبد الله بن أبي سعد، قال: ثنا حازم بن عقال بن حبيب بن المنذر بن أبي الحصن بن السموأل بن عادياء، قال: حدثني جامع بن خيران بن جُميع ابن عثمان بن سماك بن أبي الحصن بن السموأل بن عادياء، قال: لمّا حضرت الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، الوفاة، اجتمع إليه قومه من غسّان، فقالوا: إنه قد حضرتك من أمر الله ما ترى، وما كنّا نأمرك بالتزويج في شبابك فتأبى، وهذا أخوك الخزرج له خمسة بنين، وليس لك ولد غير مالك.
قال: لن يهلك هالك ترك مثل مالك، إن الذي يُخرج النار من الوثيمة، قدر أن يجعل لمالك نسلًا، ورجالاٍ بُسلًا، وكلٌّ إلى الموت.
ثم أقبل على مالك، فقال: أب بنَيّ، المنيَّة ولا الدَّنيَّة، العقاب ولا العتاب، التجلُّد ولا التلدُّد، القبر خير من الفقر، إنه من قلّ ذلّ، ومن كرم الكريم الدفع عن الحريم، والدَّهرُ يومان، فيوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا
1 / 64