============================================================
الى الساحل في أرض عثليث، فعبر بهم على دمشق على المرج، ولم يمكن أحدر1) منهم أن يدخل دمشق، وسير إلى والي البلد بأن يطالع لهم سوقية من جميع الأصناف يبيعوا عليهم ويشتروا منهم في المرج وفي الكسوة والصنمين، هكذا في كل منزلة ينزل بها يطلب المتولي ويأمر بطلوع سوقيتها من جميع الأصناف إلى أن وصل بهم إلى أرض عثليث. وامتدوا في الساحل، فسير الأمير علم الدين الدويداري يعرف السطان أنه قد أوصلهم إلى مكان رسم لهم فيه بالنزول، ويطلب دستور(2) ، فورد عليه الجواب يشكره على ذلك وأن يقيم معهم إلى حيث يحضر الركاب الشريف، فأقام معهم على حاله تعبانا غير مستريح [القضاء بدمشق) وفيها في يوم الجمعة رابع عشر رجب ترك الحكم القاضي العالم كمال الدين ابو العباس أحمد بن الشريشي كراهية في مستخلفه قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة، فعند ذلك سير وأخلف قاضي زرع، وعين للنيابة عوضا عنه(2)، فوصل الى دمشق. وباشر الحكم بالعادلية أقضى القضاة جمال الدين سليمان بن عمر بن سالم الأذرعي الشافعي خلافة عن قاضي القضاة/344/ بدر الدين بن جماعة في يوم الاثنين تاسع عشر شوال سنة خمس وتسعين وستمائة من السنة المذكورة .
وصول والدة الملك العادل سلامش إلى دمشق) وفيها قدمت والدة الملك العادل بدر الدين سلامش بن السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس بن عبد الله البندقدار الصالحي من بلاد الأشكري إلى دمشق ليلة الجمعة حادي عشر شهر رمضان، ونزلت بدار الحديث بالظاهرية، ودخلت إلى التربة لزيارة زوجها الملك الظاهر، رحمه الله وإيانا . وأرسل إليها نائب السلطنة التحف والهدايا والفواكه والأطعمة والأشربة حتى براني شراب وأشياء كثيرة. وكان مزاجها مغيرا من السفر، وأرسل إليها بكرة الجمعة الأطباء، وزاد في إكرامها.
وسافرت من دمشق إلى القاهرة عشية الجمعة ثامن عشر رمضان .
وكانت قد سافرت في البحر من الإسكندرية صحبة ولدها عندما سيروا أولاد الملك الظاهر إلى بلاد الأشكري، وأخيه الملك المسعود نجم الدين خضر صاحب الكرك بعد السعيد، فمات ولدها كما تقدم ذكره، ثم إنها استأذنت السلطان في الحضور، فرسم لها فحضرت في هذا التاريخ(4) (2) الصواب: "دستورا".
(1) الصواب: "أحداه.
(3) المختار من تاريخ ابن الجزري 376، وعيون التواريخ 195/23.
(4) تاريخ سلاطين المماليك 40، المختار من تاريخ ابن الجزري 376، البداية والنهاية 343/13.
صفحہ 281