160

حوادث زمان

اصناف

============================================================

الشيخ عمر المشرقي إلى عند الشيخ علم الدين يودعه ويسأله عن حاجته، فقال له .

سلم لي على النبي ، وتجيب لي معك في عودك من الحشيشة التي تنبت في حيطان مكة - شرفها الله تعالى - شبه الحمص تجد بها في أصولها إذا قلعتها، وكذلك ورقها يشبه الحمص لأجل مرض البواسير. /192/ فقال له: نعم، ثم ودعه وسافر.

فلما كان في أول العشر الأخير من ذي الحجة، وإذا بالشيخ عمر المشرقي قد جاء إلى بيت الشيخ علم الدين، وعليه أثر السفر، وروائح العبيثران فائح من أثوابه.

فسأله الشيخ عن حاله وعن سفره، وعن الركب. فأخبره.

وكان الشيخ قد سأله : هل تصحب معك شيئاة .

قال: يا سيدي، نعم، عصاة لها في صحبتي عشرين(1) سنة .

فلما سأله عن حاله، قال له : يا سيدي أتعبتني النوبة العصاة لأنني وصلت إلى العلا في الليل ونمت، فلما كان وقت الصبح صليت الصبح وركبت الطريق .

وكان في الليل قد هب ريخ عاصف، فطم العصا بالرمل، فتعبت حتى أخرجتها منه، وعادت من العلا صلاة العصر، ودخلت المدينة ليلا.

م إنه أخرج تلك الحشيشة التي طلبها منه الشيخ بعينها، وهي كالريحان الذي له مقطوع يومين(2) ثلاثة، فيها ذبول.

فلما تحقق الشيخ علم الدين برهان كلامه وعلامة صدقه، لأن هذه الحشيشة لا تنبت إلا في حيطان مكة - شرفها الله تعالى.

قال له الشيخ: يا سيدي أشتهي أنك تواخيني . فقال له: نعم.

فبسط يده واخاه.

قال الفاضلي: وواخيته أنا أيضا .ا م قال له الشيخ: يا سيدي هل اجتمعت في هذه السفرات بالخضر: عليه السلام؟.

فقال: /193/ نعم، مرة واحدة.

(1) الصواب: اعشرون" .

(2) الصواب: "يومان" .

199

صفحہ 159