============================================================
أخوه: أنت يا أخي تعبان وأنا أنزل عوضك. فقال له إذا نزلت تجد في جنب البيرا عمود(1)، وهو مدفون في التراب ورأسه بين، فنحي(2) عنه التراب، وأفتح ذلك السرب وتجد في أسفل العامود رصاص (2)، فإذا وصلت إلى الرصاص تحيل في قلع العامود منه . فنزل أخوه وحفر ووجد العامود فما برح به حتى قلعه، فعند قلعه اياه طفر عليه من تحته ماء عظيم غرقه وامتلى(4) الجب إلى قريب ثلثيه، فقام الأسير من عند البير ولم يعد إلى أهله خوفا لا يتهموه بقتله، وسافر من ساعته وتوصل إلى القسطنطينية بعد سنتين، فلما راه البترك ضحك وبهت وقال له: من فداك بنفسه؟ قال : فحكى له ماجرا(5) على أخيه ، فوفا(3) له بما وعده وأعطاه الألفي دينار . قال ذلك الأسير : وكان في القسطنطينية أراضي كثيرة خراب لا تزرع، فلما قدمت رأيت جميعها قد زرعت وغرس فيها الأشجار، فسألت البترك وقلت له: إن سبب هذه الأراضي/184/ كان سفري، فضحك وعاد الأسير تاجر(7) الى بلد الجزيرة، وحكى ذلك لبعض من يعز عليه .
[الحج من الشام] وحج بالناس في هذه السنة من الشام الأمير بدر الدين بكتاش المعروف بالطيار المنصوري، وسافر هو والمحمل السلطاني والسبيل والحجاج من دمشق حادي عشر شوال(8).
وكان في رمضان قد وصل إلى دمشق آخت صاحب ماردين وصحبتها جماعة، فاحترموها غاية الاحترام، وسافرت صحبة الركب.
(1) الصواب: "عمودا" .
(5) الصواب: "ما جرى" .
(2) الصواب: "فنح".
(6) الصواب: "فوفى" .
(3) الصواب: "رصاصا".
(7) الصواب: "تاجرأه.
(4) الصواب: "وامتلأ" .
(8) عيون التواريخ 133/23، عقد الجمان (3) 190.
صفحہ 152