============================================================
ركن الدين طقصو، وعز الدين أيبك الحموي، وغيرهما من الأمراء، وتلاقوا إلى الجبل. وقد حضر إلى الأمير بدر الدين بيدرا من كسر حدته وأثنى عزمه عنهم، فحصل الفتور في التقحم عليها. وكان بعض العسكر قد طلع إلى الجبل ولم يلحقهم بقية الجيش فأخذوهم الجبليين(1) ، وعادوا(2) الباقي مكسورين، وأخر الأمر إنهم اتفقوا على إخراج جماعة منهم من الحبوس، وأصلح قضيتهم الأمراء(3) . وعاد بدر الدين بيدرا إلى دمشق فتلقاه الملك الأشرف وأقبل عليه الا وترجل له عند السلام، فلما دخلا دمشق نبه الوزير عليه السلطان/122/ أنه ارتشى من أهل الجبل، فعاتبه السلطان على ما فعل، فاغتاض(4) ومرض مرضا شديدا .ا وشنع أنهم أسقوه، ثم عوفي في العشر الأول من شهر رمضان.
فلما كان ليلة العاشر من رمضان عمل بجامع دمشق ختمة عظيمة ، وحضرها القضاة والعلماء وأرباب الدولة والقراء وأكثر أهل دمشق، وأشعل الجامع مثل ليلة النصف من شعبان، وذلك بسبب عافية الأمير بدر الدين بيدرا، وتصدق السلطان عنه بصدقة كثيرة قبل ذلك، وسامح السلطان بالبواقي التي على ضمان جهات دمشق لأجل عافية بدر الدين بيدرا، وكذلك أطلق أهل السجون(5) . وتصدق أيضا بيدرا من ماله ونزل عن كثير مما كان قد اغتصبه من الضمانات وما يجري مجراها(3).
[تسلق ذور الحرم بقلعة دمشق) وبعد سفر السلطان من دمشق إلى قلعة الروم بأيام يسيرة تسور عبدا(7) أسود أسطحة ذور الحرم بقلعة دمشق فأمسك وقرر، فذكر أن مؤذن جامع القلعة نصب له اا سلما وأصعده إلى هناك، فطولع بذلك، فورد المرسوم بقطع أطرافهما وتسميرهما، ففعل ذلك(8).
(2) الصواب: "وعاده .
(1) الصواب: "فأخذهم" .
(3) زبدة الفكرة 9/ ورقة 177أ، ب. (4) كذا، وهي "اغتاظ" .
(5) المقتفي 1/ورقة 189أ.
(6) الخبر في : المقتفي 1/ ورقة 189أ، ونهاية الأرب 240/31، والدرة الزكية 338، وتاريخ سلاطين المماليك 20، وعقد الجمان (3) 127 - 129.
وللاطلاع على تفاصيل أكثر لهذا الخبر ومصادره، يراجع كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور- (عصر دولة المماليك) طبعة المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1981 - ص (8) نهاية الأرب 244/31.
(7) الصواب: "عبده.
صفحہ 104