فقال: ما الفرق بينك وبين الزوجة الآن؟ - إذن تنوي أن أبقى هكذا؟ - وما المانع؟
فلم أتمالك أن استشطت به وقلت: إنك نذل، لو كنت ذا شرف لفعلت فعل الرجال.
وكان جسمي ينتفض من شدة الغضب، وشعرت حينئذ أن لي قوة شمشون، فوثبت عليه لا أدري ماذا أفعل به ففر من أمامي فرار الثعلب، فقلت: «اخرج أيها اللئيم، لا ترني وجهك بعد، لست أرضى أن أعيش على جيبك»، ومضى.
الآن تعبت من الكتابة أيها العزيز موريس، وقد أصبحت الساعة الرابعة بعد نصف الليل، فأستأذن طيفك أن أستلقي في سريري مرتاحة الجسم قلقة الروح.
الفصل الثاني عشر
الحقد على الشرائع
في 7 أبريل سنة ...
اتكأت في سريري في آخر الليل الفائت، ولم أستطع أن أكفكف دموعي؛ لأني بعد ما تركت القلم جعلت أفتكر بأعمالك، فأجد أنها محزنة جدا ومنذرة بإخفاق سعيي إلى الغاية التي أتوخاها، وستعلمها في حينها من كتابي هذا.
وجدت أن فكرك ضال فخفت أن يتطوح ضلاله في، اصطحبت أمس المدموازيل ميراي والمدموازيل روشل لكي تغيظني، وقد بالغت في تمثيل دور غيظي يا موريس، ما كنت أظنك قاسيا بهذا المقدار يستحيل أن تكون هذه فكرتك؛ لأني أعهد أنك رقيق القلب جدا، هل توهمت أني أذنبت لك ذبنا من نوع عملك حتى تعاقبني هذا العقاب الشديد؟
لا أنكر أن قلبي انسحق حين كنت تأمرني أن أقدم كأسا لميراي وأخرى لروشل، ولكني كنت أعتصم بما وهبني الله من الحكمة والصبر في ذلك الحين، وبقهر عواطفي لكيلا أنقض عهدا مقدسا عقدته لأجلك.
نامعلوم صفحہ