واحسم بسيفك كل داء منافق
يبدي الجميل وضد ذلك يكتم
فبدأ الغضب على وجه المعتمد وصاح بابن عمار: ماذا تقصد هذه الجارية؟
فابتسم ابن عمار في خبث ودهاء وقال: لا أدري يا مولاي من تقصد على التحقيق، ولكنها تردد صدى ما تتحدث به المجالس والأندية بأشبيلية. - وبأي شيء تتحدث هذه الأندية؟ - اعفني يا مولاي فقد يكون حديثها عن أقرب الناس إليك، وأحظاهم عندك. - من هو؟ صرح وإلا سبق كلمتي إليك سيفي! - هو ابن زيدون يا مولاي. - ابن زيدون؟ - نعم يا مولاي، فإنهم ينسبون إليه بيتين قالهما عندما بلغه نعي مولاي المعتضد. - ما هما؟ - يقولون إنه قال:
لقد سرني أن النعي موكل
بطاغية قد حم منه حمام
تجنب صوب الغيث قبرك جافيا
ومرت عليه المزن وهي جهام
فقهقه المعتمد في سخرية واستخفاف وصاح: الآن عرفت سخف النمائم وما يمكن أن تنفثه سموم الوشايات! هذان البيتان قلتهما أنا حينما علمت بموت ابن ذي النون صاحب طليطلة، وابن زيدون بريء منهما كبراءتي من كل أعدائه ومنافسيه.
وعلم ابن زيدون بالخبر فنظم قصيدة بارعة يمدح بها المعتمد ويندد بحساده منها:
نامعلوم صفحہ