حاشية الترتيب لأبي ستة
حاشية الترتيب لأبي ستة
وقال في السؤالات: "القدر معناه انتهاء الأمور إلى أوقاتها وارتجاعها إلى مقدورها. والقدر يتصرف على ثمانية أوجه، يخرج على الخلق، قال الله عز وجل: {والذي قدر فهدى}[الأعلى:3] أي خلق وبين لهم ما يأتون وما يذرون إلى آخره. وذكر في القضاء أنه يخرج على ستة أوجه إلى أن قال: وعلى الخلق {فقضاهن سبع سماوات}[فصلت:12] إلى آخره، فعلى هذا بين القضاء والقدر عموم وخصوص من وجه يجتمعان في الخلق وينفرد كل واحد منهما في بقية معانيه كما هو ظاهر. وإلى مادة الاجتماع نظر صاحب السؤالات رحمه الله حيث قال: "ويقال: جعل الله كل شيء وخلق كل شيء وقضاه وكتبه وقدره ودبره إلى آخره". وكلام الضياء يشعر بأن القضاء أعم حيث ذكر أن القدر هو القضاء المؤقت، وكلام قومنا المتقدم يشعر بتباينهما، <1/88> والظاهر أن صاحب الترتيب رحمه الله نظر إلى مادة اجتماعهما واتحادهما، إذ كانا بمعنى الخلق فلذلك اقتصر على أحدهما.
صفحہ 86