189

============================================================

فإن كان الظرف مكانيا؛ صح الإخبار به عن الجوهر والعرض، تقول: (زيد أمامك، والخير أمامك)، وإن كان زمانيا صح الإخبار به عن العرض؛ دون الجوهر؛ تقول: (الصوم اليوم)، ولا يجوز: (زيد اليوم)، فإن وجد في كلامهم.

فإن كان الظرف مكانيا صح إلخ) في الرضي إذا كان ظرف المكان خبرا عن اسم عين سواء كان اسم مكان أو لا فإن كان غير متصرف نحو زيد عندك فلا كلام في امتناع رفعه . وإن كان متصرفا وهو نكرة فالرفع أرجح نحو أنت مني مكان قريب ودارك مني يمين وشمال، وهو باق على الظرف عند البصرين والمضاف محذوف إما من المبتدأ أي: مكانك مني مكان قريب أو من الخبر أي: أنت مني ذو مكان قريب. وإن كان معرفة فالرفع مرجوح نحو: زيد خلفك، فليفهم (قوله وان كان زمانيا إلخ) قال الرضي: ويكون ظرف الزمان خبرا عن اسم المعنى مطلقا بشرط حدوثه ثم ينظر فإن استغرق ذلك المعنى جميع الزمان أو أكثره وكان الزمان نكرة رفع غالبا نحو: الصوم يوم، والسير شهر، إذا كان السير في أكثره؛ لأنه باستغراقه كأنه هو ولا سيما مع التنكير المناسب للخبرية، ويجوز نصب هذا الزمان المنكر وجره بفي نحو: الصوم في يوم أو يوما خلافا للكوفيين، ثم قال: وإن كان الزمان معرفة نحو: الصوم يوم الجمعة، لم يكن إلا الرفع غالبا كما في الأول عند البصريين، ثم قال: فيإن وقع الفعل لا في اكثر الزمان سواء كان الزمان معرفا أو منكرا، فالأغلب نصبه أو جره بفي اتفاقا من الفريقين نحو: الخروج يوما أو في يوم والسير يوم الجمعة أو في يوم الجمعة وأما قوله تعالى: الحج أشهر معلومة (البقرة: 197) فجاز لتوكيد أمر الحج حتى كان أفعال الحج مستغرقة لجميع الأشهر انتهى المقصود منه والمسألة طويلة الذيل (قوله عن العرض) أي: إذا كان غير مستمر كما يشير إليه كلام الرضي وإلا امتنع الإخبار به عنه فلا يقال: طلوع الشمس يوم الجمعة؛ لعدم الفائدة قاله في التصريح (قوله دون الجوهر) والفرق أن الأعراض أفعال وحركات وغيرهما، ولابد لكل حدث من زمان يختص به بخلاف الذوات؛ فإن نسبتها إلى جميع الأزمنة على السواء فلا فائدة في الإخبار عنها بالزمان قاله غير واحد. فإن قيل: هذا مبني على اعتبار الفائدة الجديدة أما إذا اعتبرت الوصفية فيجوز لاحتمال الجهل. أجيب: بأن الذوات التي لا تتجدد كذوات الآدميين؛ لكونها معلومة 239)

صفحہ 239