ومن جهة أخرى- كما مر- فإن العلامة ألف بعض كتبه الفلسفية والكلامية، مثل كشف المراد، قبل هذا التاريخ وفي زمان لم يكن فيه القطب الرازي قد ولد أو كان طفلا صغيرا، وعليه كيف يتسنى لنا أن نقول بعد هذا:
إن العلامة الحلي درس المعقول عند القطب الرازي؟! نعم، إن القسم الأول من كلام السيد الأمين، حيث يقول: «المنقول أن القطب الرازي قرأ على العلامة في الفقه» كلام صحيح، فقد درس الرازي القواعد عند العلامة وقد كتب له الأستاذ العلامة أجازه في ظهر كتاب القواعد بتاريخ الثالث من شعبان المبارك عام 713 في مدينة ورامين. وهذا هو نص الإجازة:
قرأ علي هذا الكتاب الشيخ العالم الكبير الفقيه الفاضل المحقق المدقق ملك العلماء والأفاضل، قطب الملة والدين، محمد بن محمد الرازي أدام الله أيامه، قراءة بحث وتدقيق وتحرير وتحقيق، وسأل عن مشكلاته، واستوضح معظم مشتبهاته، فبينت له ذلك بيانا شافيا، وقد أجزت له رواية هذا الكتاب بأجمعه، ورواية جميع مصنفاتي ورواياتي وما أجيز لي روايته وجميع كتب أصحابنا السابقين (رضوان الله عليهم أجمعين)، بالطرق المتصلة مني إليهم، فليرو ذلك لمن شاء وأحب على الشروط المعتبرة في الإجازة، فهو أهل لذلك، أحسن الله تعالى عاقبته.
وكتب العبد الفقير إلى الله تعالى حسن بن يوسف بن المطهر الحلي مصنف الكتاب في ثالث شعبان المبارك من سنة ثلاث عشرة وسبعمائة بناحية ورامين.
والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين (1).
وختاما لهذا البحث حول ترجمة العلامة نقول: إن موارد النقد والإشكال حول المصادر التي تناولت ترجمة العلامة أكثر مما ذكرناه، ونكتفي في هذه العجالة بالقدر الذي أوردناه. والله الموفق.
صفحہ 46