56

Hashiyat Ibn Hajar Al-Haytami on Al-Idah in Hajj Rituals

حاشية ابن حجر الهيتمي على الإيضاح في مناسك الحج

ناشر

المكتبة السلفية ودار الحديث

پبلشر کا مقام

بيروت

(الحادية والعشرون) يُكْرَهُ أَنْ يَسْتَصْحِبَ كَلْباً أو جَرَساً، لحديثٍ أُمُ الْمُؤْمِنِينَ أُمّ حَبِيبَةَ رضى اللهُ عنها أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قال: إنَّ العير الَّتي فِيهِ الْجَرَسُ لا تَصْحَبُهُ الْمَلَائِكَةُ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ، وَرَوَىَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضى اللهُ تعالى عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قال: لا تَصْحَبُ المَلائِكَةُ رُفْقَةً فيها كَلْبٌ أو جَرَسٌ. حديث صَحيحٌ رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَفِى الْحَدِيثِ فى سُنَنِ أبِى دَاوُدَ وغيره أن النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قال: الْجَرَسُ مِزْمَارُ الشَّيْطَان. قال الشَّيْخُ أَبُو عَمْرِو بن الصَّلاحِ رَحِمُهُ اللهُ تعالى: فإنْ وَقَعَ شىءٍ مِنْ ذَلِك


ليس بحجة، ولا ينافيه كونهما شيطانين لأن ظاهر كلامهم ندب التأمير للثلاثة ولو فى السفر المكروه. فكذا يقال مثله هنا. وإذا أمروه فى السفر فينعزل بماذا؟ والذى يظهر أنهم إذا أمروه فى سفر طويل انعزل بإقامة تقتضى منع الترخص أو بوصول ما يمنع الترخص ابتداء، وإن أمروه فى سفر قصير لم ينعزل حتى يبلغ المقصد ويحتمل انعزاله هنا أيضاً بإقامة لو كانت فى الطويل لمنعت الترخص ويحتمل خلافه والفرق (قوله الحادية والعشرون يكره أن يستصحب كلباً الخ)، ظاهره استصحابه فى السفر للحراسة، وقد حكى فيه القاضى خلافاً، وقضية كلام ابن الصلاح الحرمة لكن الجواز أوجه وأقرب لكلامهم ومع ذلك فلا تصحبه الملائكة كما اقتضاه ظاهر الحديث، ولا ينافيه أن من اتخذ كلبا نقص من أجره كل يوم قيراطان إلا كلب زرع أو حراسة كما فى الحديث أيضاً، لأن نقص ذلك أشد زجراً وعقوبة فخفف فيه باشتراط اتخاذه لا لحاجة بخلاف عدم صحبته الملائكة فإن الذى فيه فوات ثمرة صحبتهم فقط إذا المراد بهم ملائكة الرحمة والبركة والظاهر الذى تقتضيه القواعد أن من قال ما ذكره ابن الصلاح وغيره لا ينقطع عنه ثمرة صحبة الملائكة بل ينبغى أنه لو أنكره بما قدر عليه من قلبه أو لسانه أو يده أن لا ينقطع عنه ذلك أيضاً وإن لم يقل ما ذكر لعذره، وصح أنه صلى اللّه عليه وسلم أرسل رسولا يقول:

56