حاشية على تفسير بيضاوی

شیخ زادہ d. 950 AH
97

حاشية على تفسير بيضاوی

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

اصناف

وقولهم: إني لأمر على الرجل مثلك فيكرمني. أو جعل غير معرفة بالإضافة لأنه أضيف إلى ماله ضد واحد وهو المنعم عليه فيتعين تعين الحركة من غير السكون. وعن ابن كثير نصبه على الحال من الضمير المجرور، والعامل أنعمت وعدم مناسبته له فتكون للتراخي في الرتبة كما في هذا البيت. والمعنى فضيت ولم أشتغل بمكافأته وترقيت إلى مرتبة أعلى وقلت لا يعنيني بالسب فكأنه نسي نفسه في تلك الحالة وتصورها بصورة أخرى تكرما وذلك غاية الحلم والوقار والتجنب عن وصمة الشنار والعار، وكذا الحال في قوله تعالى الذين أنعمت عليهم إذ لم يرد بالموصول فيه معهود خارجي لانتفائه ولا الجنس من حيث هو هو إذ لا يناسبه الصراط ولا الإنعام ولا من حيث تحققه في ضمن جميع الأفراد لانتفاء قرينة الاستغراق فتعين إرادته في ضمن بعض الأفراد لا بعينه فيكون في المعنى كالنكرة فتارة ينظر إلى جانب المعنى فيعامل به معاملة النكرة فيوصف بالنكرة وبالجملة وأخرى إلى جانب اللفظ فيوصف بالمعرفة ويجعل مبتدأ وذا حال. قوله:

(وقولهم: إني لأمر على الرجل مثلك فيكرمني) مثال ثان لإجراء المحلى باللام مجرى النكرة وهو أكثر مناسبة للآية من حيث كون الموصوف والصفة فيهما معرفتين لفظا نكرتين معنى ومن حيث إن الصفة فيهما من النكرات المتوغلة في الإبهام. قوله: (أو جعل غير معرفة) معطوف على قوله: «إجراء الموصول مجرى النكرة» وهو التأويل الثاني المصحح لكون غير صفة المعرفة، وتقريره أن غير إنما يكون نكرة إذا لم يقع بين ضدين وأما إذا وقع بين ضدين فحينئذ يتعرف بالإضافة ويزول إبهامه من حيث إضافيته يعني أن المراد به ضد الآخر كقولك:

النقلة هي الحركة غير السكون، فإن لفظ غير لما أضيف إلى ماله ضد واحد علم أن المراد به هو الحركة. والآية من هذا القبيل لوقوع غير فيها أيضا بين الضدين فإن كل واحد من المؤمنين الكاملين والمغضوب عليهم والضالين ضد للآخر فلما أضيف غير إلى أحدهما تعين أن المراد به الآخر فتعرف بالإضافة فلذلك وصفت المعرفة به. قوله: (والعامل أنعمت) اعترض عليه بأنه يستلزم اختلاف العامل في الحال وذي الحال لأن العامل في ذي الحال وهو الضمير المجرور في عليهم هو الجار فلو جعل عامل الحال أنعمت يلزم ذلك بلا خفاء، وأجيب بأن العامل فيهما هو الفعل فإن منصوب المحل في أنعمت عليهم ومرفوع المحل في غير المغضوب عليهم هو المجرور فقط وأثر الجار إنما هو في تعدية الفعل وإفضائه إلى الاسم فإن كل واحد من فعلي الإنعام والغضب لا يتعدى إلا بصلة وهي كلمة «على» ويجيء المفعول به منهما موصولا بهذه الصلة، فلما كان المفعول به بواسطة حرف الجر هو الضمير المجرور في عليهم كان التذكير والتأنيث والتثنية والجمع عارضا لذلك الضمير فقيل:

رجل أنعمت عليه وامرأة أنعمت عليها ورجلان أو امرأتان أنعمت عليهما ورجال أنعمت

صفحہ 103