والصعق، أجري مجراه في إجراء الأوصاف عليه وامتناع الوصف به وعدم تطرق احتمال الشركة إليه ، لأن ذاته من حيث هو بلا اعتبار أمر آخر حقيقي أو غيره غير معقول للبشر فلا يمكن أن يدل عليه بلفظ، ولأنه لو دل على مجرد ذاته المخصوص لما أفاد ظاهر قوله سبحانه وتعالى: وهو الله في السماوات [الأنعام: 3] معنى صحيحا. ولأن معنى الاشتقاق وهو كون أحد اللفظين مشاركا للآخر في المعنى والتركيب وهو حاصل بينه وبين الأصول المذكورة. وقيل: أصله لاها بالسريانية فعرب بحذف الألف الأخيرة وإدخال اللام عليه وتفخيم لامه إذا انفتح ما قبله، أو انضم سنة. وقيل: مطلقا. وحذف ألفه لحن يكون توحيدا فدفعه بأن إفادة القول المذكور التوحيد لا يتوقف على كون لفظ الجلالة علما قصديا لذاته المخصوصة بل يكفي في إفادته التوحيد أن لا يتطرق احتمال الشركة سواء كان علما قصديا لذاته المخصوصة أو من الأعلام الغالبة المختصة بها. ثم شرع في تقرير أدلة المذهب المختار عنده فقال: «لأن ذاته تعالى من حيث هو ذاته» إلخ واعترض على ما اختاره من المذهب بأنه إذا كان في الأصل وصفا ثم عرض له معنى الاسمية بالغلبة لم يكن الله تعالى في أصل الوضع بل إلى عروض الغلبة اسم يجري عليه صفاته وهو ظاهر لزوما وفسادا، وأجيب عنه بأنه إنما نشأ من عدم التفرقة بين الغلبة التحقيقية والتقديرية ومن الغفلة عن إغناء التقديرية عن الوضع. وأورد على المصنف في تقرير ما اختاره من المذهب بأن يقال إن الغلبة في الصفة لا توجب العلمية كما قال في الكشاف: إن الرحمن من الصفات الغالبة فكيف قال المصنف إنه صار علما بالغلبة وهو مزيد عليه لأنه لم يقل كذلك بل قال إنه صار كالعلم فلذلك أجري مجراه.
قوله: (وتفخيم لامه إذا انفتح ما قبله) نحو إن الله أو إن ضم نحو: يضرب الله سنة أي طريقة مسلوكة متواترة من علماء القراءة وأما إذا انكسر ما قبله كما في بسم الله والحمد الله فإن أكثر القراء على ترقيق لام الجلالة حينئذ لأن الانتقال من الكسرة إلى اللام المفخمة ثقيل لأن الكسرة تقتضي التسفل واللام المفخمة تقتضي الاستعلاء، ولا يخفى أن الانتقال من السفل إلى العلو ثقيل. وإنما استحسنوا التفخيم في الموضعين فرقا بين لفظة الله ولفظة اللام في الذكر ولأن التفخيم مشعر بالتعظيم المناسب لاسم الله فإنه يستحق أن يبالغ في تعظيمه ففخم لامه إن لم يمنع منه مانع، والتفخيم يقال بالاشتراك على ضد الترقيق وهو التغليظ وعلى ضد الإمالة والمراد به ههنا المعنى الأول. قوله: (وقيل مطلقا) يعني قيل إن تفخيم لامه سنة سواء كان ما قبله مفتوحا أو مضموما أو مكسورا فيفخم في نحو الله أيضا. قوله: (وحذف ألفه لحن) أي خطأ لأن الألف التي وقعت قبل الهاء في لفظه من أجزاء لفظ الجلالة وهو من أجزاء البسملة التي هي جزء من الفاتحة عند الإمام الشافعي،
صفحہ 54