حاشية الدسوقي على مختصر المعاني
حاشية الدسوقي على مختصر المعاني
تحقیق کنندہ
عبد الحميد هنداوي
ناشر
المكتبة العصرية
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
(فلما) هو ظرف ...
===
بقى شيء آخر، وهو أن قوله: " إقامة" لا يصح جعله علة للزمتها لاختلافهما فى الفاعل؛ لأن فاعل لزمت" الفاء" وفاعل إقامة الواضع، وأجيب بأنا نؤول لزمت بألزمت؛ وبهذا اتحدا فى الفاعل وهو الواضع أى ألزم الواضع، أما" الفاء" لأجل إقامته فهو على حد قوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا (١) أى: ليجعلكم خائفين.
(قوله: هو ظرف) أى: إذا وقع بعده جملتان، وإلا كانت حرف نفى كلم نحو: ندم زيد ولما ينفعه الندم، أو بمعنى إلا نحو: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٢)، وما ادعاه الشارح من ظرفيتها أى: فيما إذا وليها جملتان هو أحد قولين للنحويين، وقال ابن هشام (٣) وابن خروف (٤): إنها حرف شرط لما وقع لوقوع غيره عكس لو فإنها شرط لما لم يقع لانتفاء
_________
(١) الرعد: ١٢.
(٢) الطارق: ٤.
(٣) هو الإمام الذى فاق أقرانه، وشأى من تقدمه، وأعيا من يأتى بعده: أبو محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف بن هشام الأنصارى المصرى، ولد بالقاهرة سنة ٧٠٨ هـ، ولزم الشهاب عبد اللطيف بن المرحل، وتلا على ابن السراج، قال ابن خلدون: " ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال له ابن هشام أنحى من سيبويه".
من مصنفاته: " أوضح المسالك"، و" مغنى اللبيب"، و" قطر الندى"، و" شرح الشواهد الكبرى"، و" شذور الذهب".
توفى- ﵀ فى ليلة الجمعة- وقيل: الخميس- الخامس من ذى القعدة سنة ٧٦١ هـ، ١٣٦٠ م.
انظر: الأعلام (٤/ ١٤٧)، وترجمة ابن هشام فى كتاب أوضح المسالك بتحقيق محمد محى الدين عبد الحميد].
(٤) هو على بن محمد بن على بن محمد الحضرمي، أبو الحسن: عالم بالعربية أندلسى، من أهل إشبيلية.
نسبته إلى حضرموت، ولعل أصله منها، قال ابن الساعي: كان ينتقل فى البلاد ولا يسكن إلا فى الخانات ولم يتزوج قط ولا تسرّى، توفى بإشبيلية ٦٠٩ هـ- ١٢١٢ م، له كتب منها: " شرح كتاب سيبويه" سماه" تنقيح الألباب فى شرح غوامض الكتاب"، و" شرح الجمل للزجاجي"، وله كتاب فى الفرائض". انظر: الأعلام (٤/ ٣٣٠)، و" بغية الوعاة" (٢/ ٢٠٢).
1 / 96