فأسرع كمال يقول محاولا أن ينقذ دماء الزعامة التي أوشكت هيبتها أن تنهار أمام الرعية : طيب، مع السلامة.
وخرجت وطنية، وأراد الدفراوي أن يغير الحديث، فقد أدرك أن اللهجة التي كانت تتحدث بها وطنية لم ترق كمالا.
قال الدفراوي وهو يأكل نصيبه من العشاء: هيه يا أبا كمال هل أنت آت معي غدا إلى لطيف بك؟
فقال كمال: نعم، فإن دعوته لك لم تكن إلا نتيجة طبيعية للخطة التي دبرتها.
فتساءل الثلاثة في لهفة: كيف؟ - ألم أطلب إليكم أن تشيعوا أن أفراد عصابة لطيف بك هي التي قامت بهذه الحوادث؟
ولم يبال كمال ثلاثتهم وهم يقولون: «آه» مذهولة، بل راح يكمل حديثه: لقد أردت أن يسمع لطيف بك بهذه الإشاعة فيرسل إليك يا دفراوي.
وسأل الدفراوي: وماذا تريد منه؟
قال كمال: إنه غدا سيسألك عمن قام بهذه الأعمال.
فقال الدفراوي: طبعا.
فقال كمال: إنه ركن يمكن الاعتماد عليه، وكل ما أريده أن تقوم بيننا صداقة، فإنني أخشى أن يقضي علينا إن لم نصادقه.
نامعلوم صفحہ