جنگ اور امن
الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة
اصناف
أحنى رأسه المضمخ بالعطور والأدهان على يد آنا بافلوفنا وقبلها، ثم تهالك بخفة على الأريكة.
استطرد يقول بلهجته تلك وبصوت يخفي لامبالاة أقرب إلى التهكم وراء ستار من التأدب واللطف : طمئني صديقك قبل كل شيء، أخبريني كيف حالك يا صديقتي العزيزة.
فأجابت آنا بافلوفنا: كيف يحسن حال المرء ... إذا كان يتألم معنويا؟ هل يمكن للمرء أن يحتفظ بهدوئه في أيامنا هذه إذا كان طيب القلب؟ أعتقد أنك ستمكث عندي طوال السهرة؟ - وحفلة المفوضية الإنجليزية؟ إننا في يوم الأربعاء، ينبغي أن أظهر هناك كذلك، ستأتي ابنتي لتصطحبني. - كنت أعتقد أن حفلة اليوم قد أجلت، أعترف لك بأن كل هذه الحفلات والمظاهر المصطنعة أخذت تصبح تافهة باردة.
أكد الأمير، الذي كان كالساعة الدقاقة، يبدي آراء بحكم العادة، كان كثيرا ما يزعجه شخصيا أن يراها تحمل على محمل الجد: لو علموا أن هذه هي رغبتك، لأجلوها بلا شك. - لا تعذبني! والآن، ماذا قرروا بشأن برقية نوفوسيلتسوف
Novossiltsov ؟ إنك تعرف كل شيء.
أجاب الأمير بلهجة باردة متبرمة: ماذا أقول لك؟! لقد قرروا أن بونابرت قد أحرق سفنه، وأعتقد أننا في سبيل إحراق سفننا كذلك.
كان الأمير بازيل يتكلم دائما بتثاقل الممثل الذي يؤدي دورا دققه ومحصه مائة مرة من قبل، أما آنا بافلوفنا فكانت على العكس؛ شديدة الاندفاع والتحمس رغم أعوامها الأربعين.
أصبحت حالة التحمس عندها ميزة اجتماعية تعرف بها، حتى إنها أحيانا كانت تبدي ذلك الحماس مرغمة؛ إرضاء لرغبة معارفها، فكانت الابتسامة الصغيرة التي تشرق أبدا على محياها - رغم ما بينها وبين تقاطيع وجهها المكدود من بعض التنافر - توحي، شأن الأطفال المدللين، باعتراف صريح بخطئها اللطيف؛ ذلك الخطأ الذي كانت لا تريد ولا تستطيع الرجوع عنه، ولا تؤمن بضرورة تقويمه.
ثارت آنا بافلوفنا في سياق هذا الحديث على السياسة، وهتفت مسخطة: آه! لا تحدثني عن النمسا؛ قد لا أكون مطلعة على الحقائق، لكن النمسا لا تريد الحرب ولم ترده قط. إنها تخوننا. إن على روسيا وحدها مهمة إنقاذ أوروبا. إن محسننا
3
نامعلوم صفحہ