حرکت الترجمہ بمصر خلال القرن التاسع عشر

جاك تاجر d. 1371 AH
92

حرکت الترجمہ بمصر خلال القرن التاسع عشر

حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر

اصناف

وكانت تعرف بمدرسة «العمليات» ولما بلغته الصناعة المصرية في عهد إسماعيل من التوسع المطرد، قرر الخديو إنشاء مدرسة لإخراج المختصين في الميكانيكا والصناعة، وفتحت المدرسة أبوابها في سنة 1867 تحت إدارة فرنسي خبير هو

Eloi Guigon Bey «جيجون بك»، وصادفت المسيو جيجون مصاعب جمة تتعلق باللغة خاصة، ولكنه استطاع التغلب عليها بعد بذل مجهود عظيم، فكان يجهل اللغة العربية هو وسائر الأساتذة الإفرنج الذين جاءوا معه؛ ومما زاد المشكلة عسرا وجود أساتذة إنجليز كانوا يفضلون بطبيعة الحال إلقاء محاضراتهم باللغة الإنجليزية بدل الفرنسية؛ لذلك تقرر تدريس اللغتين الفرنسية والإنجليزية في السنتين الأولى والثانية، ولا غرابة إذا قال دور بك في تقريره أن مستوى تعليم اللغات الإفرنجية في هذه المدرسة أحط من مستواه في سائر المدارس الخصوصية. مما حمل المسيو جيجون على تكليف معاونيه ترجمة محاضراته في الرياضيات إلى اللغة العربية، وكانت هناك صعوبة أخرى، وهي ترجمة الاصطلاحات الفنية؛ إذ كانت الألفاظ الاصطلاحية الخاصة بالفنون والصناعات غير متداولة على الألسن إلا قليلا، ولا يعرف إلا القليلون جدا ما يقابلها في العربية فاستغل هذا المدير أوقات فراغه لتأليف معجم فرنسي إنجليزي عربي لهذه المصطلحات يفيد كل ذي فن وصناعة.

المدارس الحربية

هبط الجيش المصري في أواخر عهد سعيد إلى منزلة محزنة من الضعف والارتباك؛ فعزم إسماعيل على إنهاضه؛ ففي الشطر الأول من عصره أرسل إلى فرنسا بعثة حربية تتألف من خمسة عشر ضابطا من خيرة ضباط الجيش ليقضوا زمنا في مشاهدة نظام الجيش الفرنسي، واقتباس الخبرة من قواده وضباطه، فجمعوا طائفة من المؤلفات الحربية الفرنسية المشتملة على أساليب الجيش الفرنسي ونظمه، وعادوا ليطبقوها في مصر، ثم أحضر إسماعيل من فرنسا بعثة حربية من الضباط الفرنسيين من بينهم

Larmée Pache, Mircher Bey, Rebatel,

«ميرشير بك ولارمي باشا وبولار وريباتيل» فتولى بعضهم نظارة المدارس الحربية، كما عهد إلى طائفة من الضباط الأمريكيين تأسيس هيئة أركان حرب للجيش المصري، وأمر بإنشاء صحيفتين حربيتين لتثقيف التلاميذ والضباط نشرت فيها أبحاث قيمة لكبار الضباط المصريين والأجانب.

وقد ازدهرت أعمال الترجمة في هذا العهد بسبب تلك النهضة الحربية؛ فمن جهة صدرت الإرادة السنية بترجمة الكتب العسكرية الواردة من فرنسا حتى يسهل على التلاميذ فهمها،

8

وكان قلم الترجمة بديوان الجهادية يتولى ترجمة الكتب الحربية، فاتخذت الإجراءات لنقل بعض المترجمين إلى هذا القلم للقيام بالعمل على الوجه الأكمل. كذلك تتضمن الرسالة المبعوثة إلى السكة الحديدية بتاريخ 2 ذي الحجة سنة 1279

9 «إشعار المصلحة المذكورة على أن حضرة الباشا ناظر الجهادية طلب إفادته المؤرخة 26 ذي القعدة سنة 1279 رقم 47 نقل وإرسال رمضان شكري أفندي المستخدم بجهة السويس تبع الإمرارية إلى ديوان الجهادية بدلا من عبد السلام سلمى أفندي لأجل ترجمة بعض المؤلفات الواردة من فرنسا المتعلقة بالتعليمات العسكرية، وحيث إن هذا الطرف استنسب ذلك أيضا نظرا لأهمية المؤلفات المذكورة، وأن تحرر إلى الباشا المشار إليه بما يلزم، فيقتضي المبادرة بنقل الموما إليه من الإمرارية وإرساله للباشا المشار إليه، وقيد عبد السلام أفندي بدلا منه» كما يتضمن الأمر الكريم إلى الجهادية بتاريخ 19 جمادى الأولى سنة 1282

نامعلوم صفحہ