حرکت الترجمہ بمصر خلال القرن التاسع عشر
حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر
اصناف
بقيت محاكم التجارة التي أنشئت في عهد محمد علي قائمة إلى عهد سعيد، وهي المسماة: «مجالس التجار» في الإسكندرية والقاهرة، وكانت المحافظات والضبطيات تنظر في المشكلات الخاصة بالأجانب مما أدى إلى إنشاء «أقلام خاصة بالأمور الإفرنكية» في القاهرة والإسكندرية، وتبين لنا الإرادة الصادرة لمحافظة الإسكندرية في 11 ذي الحجة سنة 1273 الفائدة المرجوة من هذه الأقلام فيما يأتي: «حيث إنه غير موجود في ديوان محافظة الإسكندرية قلم خاص بالأمور الإفرنجية مثل الأقلام الموجودة في دواوين ضبطية مصر ومحافظتها، وحيث من مقتضى دواعي المخاطبات من جانب القناصل بشئون القضايا الجسيمة المتعلقة بالأوروبيين أن تمر في الأقلام العربية والتركية، وتختلط بالمصالح السائرة، وهذا يترتب عليه عدم رؤيتها وتسويتها على الأسلوب اللائق، فبناء عليه ولتنظيم رابطة المصالح ومتانتها وإحكامها كما ورد في كتابكم المؤرخ 29 شعبان سنة 1273 رقم 113 يجب أن تبادروا بإنشاء قلم إفرنكي، وتعيين ناظرا له من أرباب الاستقامة، ويكون واقفا على اللغة الفرنسية والعربية، واثنين من الكتبة لهما إلمام باللغة العربية ، وإفهامهما ضرورة السعي والإقدام إلى إتمام وإنهاء المصالح الواقفة في قلمهما بغاية الدقة والعناية. فلذلك حررنا لكم هذا لاتباعه.»
3
هوامش
الخديو إسماعيل
لن نقتصر في دراستنا لعصر إسماعيل على إظهار أوجه الشبه بين حركة الترجمة في هذا العصر وعصر محمد علي باشا، بل سنبين أيضا الجديد في خطة الحكومة وأغراضها. (1) بين الوالي والخديو
ذكرنا من قبل أن محمد علي باشا كان يستعمل اللغة التركية دون سواها، وأشرنا إلى حاجته إلى المترجمين والكتب المترجمة، وبالرغم من التدابير التي اتخذها في هذا السبيل فقد شعر بنقص من جراء عدم معرفته اللغات الأوروبية في وقت يسيطر فيه النفوذ الغربي على العالم المتمدن، وحاول إزالة هذا العجز في تربية أحفدته. فعلمهم لغة أوروبية علاوة على اللغتين التركية والعربية، وأرسل بعضهم إلى أوروبا مع أعضاء البعثات؛ ليختلطوا بالغرب، ويألفوا عقلية الغربيين وعاداتهم.
ولما أصيب الخديو إسماعيل في الرابعة عشرة من عمره برمد صديدي أرسل إلى فيينا ليعالج فيها، ويربى في الوقت نفسه تربية أوروبية، وقضى هناك عامين تحسنت صحته فيها فأمر جده بانتقاله إلى المدرسة المصرية بباريس؛ فأتقن إسماعيل هناك اللغة الفرنسية إتقانا تاما.
ولما تبوأ عرش مصر ساعده تعليمه ورحلته إلى بلاد الغرب واطلاعه على مدنيتها على أن يحكم البلاد حكما مطلقا يتولى فيه تصريف شئون الدولة، ويشرف بنفسه على جميع الأمور التي ترفع إليه، ويتصل مباشرة بجميع طبقات الأمة دون اللجوء إلى المترجمين. ثم إن بصره باللغة العربية مكنه من تعميم استعمالها، وجعلها لغة البلاد الرسمية بدلا من اللغة التركية. فبتاريخ 6 شوال 1286 (1870) أصدر أمره إلى نظارة الداخلية «بأن المكاتبات التي تتداول من الآن فصاعدا بكافة الدواوين والمصالح الأميرية التي بداخل جهات الحكومة تكون باللغة العربية»
1
وقد كان لهذا القرار مغزى سياسي، كما أنه أحدث تأثيرا عميقا من الوجهتين الأدبية والاجتماعية، وأكسب المصالح والدواوين الوقت الذي كان يصرف في ترجمة الرسائل والتقارير التركية، كما أتاح لطلبة المدارس الفرصة لإتقان اللغات الأوروبية؛ لأن معرفة تلك اللغات أصبحت تفتح في وجههم منافذ مختلفة كمكاتب البريد وفروع مصلحة السكة الحديدية والمحاكم المختلطة والمحال التجارية ووظائف المترجمين في القنصليات الأجنبية والمصارف، وجميع ما أنشأه الأجانب، أو تولوا إدارته في هذا العهد. (2) الترجمة وتعليم اللغات الأجنبية في المدارس (2-1) حالة التعليم في أوائل عصر إسماعيل
نامعلوم صفحہ