حرکات اصلاحیہ
محاضرات عن الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث
اصناف
وفي سنة 1105ه/1693م زار مصر والحجاز.
وفي سنة 1112ه/1700م زار طرابلس الشام.
وفي كل هذه الرحلات، وفي كل هذه الأقطار والبلدان التي زارها كان دائم الصلة بالعلماء والمتصوفة يأخذ عنهم ويأخذون عنه، وقد ألف النابلسي كتبا كثيرة في وصف هذه الرحلات، غير أنه لم يعن في هذه الرحلات بوصف المدن والمشاهد والأماكن التي زارها من النواحي التاريخية والجغرافية والأثرية والطبوغرافية، وإنما عني - شأنه في ذلك شأن غيره من الرحالة في العصر العثماني - بوصف تجاريبه الصوفية الشخصية، واتصالاته بأعلام الفكر والأدب والتصوف الذين قابلهم؛ فرحلاته لهذا تلقي أضواء كثيرة على الحياتين: الثقافية والدينية في بلدان الشرق الإسلامي على عصره، وقد كانت هذه الرحلات أنموذجا احتذاه الرحالة من العلماء والأدباء الذين أتوا بعده، وخاصة تلميذه الرحالة والعالم الدمشقي مصطفى البكري، والرحالة والأديب المصري أسعد اللقيمي.
ويعتبر الشيخ عبد الغني بحق «شيخ مشايخ الشام» في عهده، وقد وصفه تلميذه المرادي في ترجمته له بأنه «أعظم من ترجمته علما وولاية وزهدا وشهرة ودراية»، والمرادي صادق في وصفه؛ فقد تتلمذ على النابلسي كل علماء عصره، فما منهم إلا من أخذ عنه أو حضر دروسه أو قرأ عليه أو كان من مريديه.
وقضى الشيخ عبد الغني حياته كلها إماما متعبدا أو مدرسا أو مؤلفا؛ ولهذا كثرت مؤلفاته، فبلغت نحو المائتين أو المائتين وخمسين مؤلفا، ونستطيع أن نصنف هذه المؤلفات إلى مجموعات ثلاث:
كتب في التصوف.
دواوين شعرية.
كتب في الرحلات.
أما كتبه الصوفية فإنه لم يأت فيها بجديد، وإنما هي في معظمها تعليقات وشروح لكتب نفر من كبار الصوفية السابقين؛ من أمثال ابن عربي، والجبيلي، وابن الفارض، وهو في هذه الشروح لا يلخص أو يجمل آراء هؤلاء المتصوفة السابقين، ولكنه يفسرها ويشرح غامضها، ويأتي في هذا التفسير والشرح بكثير من الجديد الذي يعتبر مرجعا هاما لدراسة آرائه الدينية والفقهية بوجه عام.
ودراستنا لهذه المجموعة من كتب النابلسي تبين أنه قد تأثر في آرائه الصوفية بتيارين من تيارات التفكير الصوفي، وهما: التيار المغربي الأندلسي الذي يمثله أبو مدين، وابن مشيش، والششتري. والتيار الفارسي التركي الذي يمثله أوحد الدين نوري، ومحمود الإسكوداري، ومحمد برجالي.
نامعلوم صفحہ