وصاح دهشان: ها قد بعث عاشور الناجي!
فقال شعلان الأعور: اسمه الجديد شمس الدين الناجي.
وظل الخلاء محيطا متراميا مثابرا على جلاله وتعاليه.
15
وكانت الحارة تنتظر زفة الفتوة الجديد. راهن كثيرون على غسان، كما راهن كثيرون على دهشان، ولكن لم يخطر ببال أحد الفتى المليح شمس الدين. ولما ترامت الأخبار ذهل الجميع، وسرعان ما انقلب الذهول فرحة شاملة. فرح الحرافيش ورقصوا وقالوا إن هذا يعني أن عاشور حي لم يمت.
وتساءل محمود قطائف بامتعاض شديد: هل رجع عصر المعجزات؟!
واستقبل شمس الدين بالبهجة والأفراح، وحتى فلة زغردت رغم الحداد.
واستمع شيخ الحارة إلى القصة كما رواها شعلان الأعور بكآبة دفينة، وراح يتساءل: ترى هل يمتد عهد التجهم والفقر؟!
16
وقال شمس الدين لأمه فلة مزهوا: كنت أعد نفسي لذلك.
نامعلوم صفحہ