ورددت الأفواه بنبرة منغومة: اسم الله عليه! اسم الله عليه!
ودار غسان حول نفسه في رشاقة وسعادة وهو يتساءل: هل من معترض؟!
استبقت الحناجر إلى المبايعة. ولما هدأت العاصفة ارتفع صوت يقول: إني أعترض يا غسان.
14
انجذبت الأنظار نحو شمس الدين في ذهول. كان يقف بقامته الرشيقة المائلة للطول، رافعا وجهه الوسيم، وبشرته بأشعة الشمس تحترق. تمتم غسان: أنت يا شمس الدين؟!
فأجابه بثبات: نعم يا غسان! - أتطمع حقا في الفتونة؟ - هي واجبي ومصيري.
فقال شعلان الأعور بإشفاق: أبوك نفسه لم يعدك لها! - تعلمت أشياء، وعرفت أشياء لا يستثمرها مثل فتوة! - الخير وحده لا يكفي!
فلعب شمس الدين بنبوت أبيه في رشاقة خلابة، فصاح غسان: يعز علي أن أسيء إليك. - لندع النبوت يتكلم! - إنك غلام يا شمس الدين!
فقال بإصرار: إني رجل من صلب رجل.
فرفع غسان وجهه إلى السماء تحت النار المندلعة وصاح: عفوك يا عاشور ومعذرة!
نامعلوم صفحہ