240

فشهق بعمق متمتما: إرادة الله وحكمته، وأنت يا وحيد؟

فساد الصمت حتى تحرك رأس الرجل بقلق فعاد يتساءل: وأنت يا وحيد؟

فقال وحيد مقطبا: لم أتزوج بعد! - أعجب ما سمعت، لم تكن الكوابيس التي أراها بلا سبب. ورضوان؟ - البقية في حياتك. - حقا؟! لم تبق إلا الأسماء.

وسكت مليا ليهضم أنباء الزمان بلا انتباه للتوتر المستحوذ على الجالسين، ثم سأل: من الفتوة اليوم؟

فقال وحيد بشجاعة لأول مرة: ابنك وحيد!

فانتفض الرجل من التأثر وقال: حقا؟! - ابنك وحيد يا أبي.

وقص قصة الرؤيا والوثوب إلى الفتونة، فتهلل وجه سماحة وهتف: أول نبأ من السماء.

وشبك ذراعيه فوق صدره ممتنا وقال: إذن قد رجع عهد عاشور!

ركبهم الارتباك والحرج، ولكن وحيد قال بجرأة: عهد عاشور رجع!

فهتف الضرير: يا بركة السموات السبع!

نامعلوم صفحہ