46
زحف مد الأسى حتى غطى إبراهيم الشوبكشي شقيق رضوانة ووكيل خضر. الأقاويل تدهمه مثل الشرر. خسر الجاه، وها هو على وشك أن يخسر الشرف. الحياة تدبر رويدا رويدا منذرة بمأساة.
وسأل خضر ذات يوم: أليس من حقك أن تطالب بداري الشوبكشي والسمري نظير ما سددت من دين؟
فأجابه خضر بدهشة: ما خطر لي ذلك ببال.
فقال إبراهيم بمكر: جميل أن تحفظ عهد بكر رغم أنه ضيعه.
فقال خضر ببراءة: أبناء بكر أبنائي.
ما أجمل الكلام! ولكن ماذا عن النوايا؟
47
ولقي إبراهيم الشوبكشي نفسه في الجحيم. بين يديه سهل منبسط، وحياة واعدة لا بأس بها، ولكن ثمة قوى نابعة من المجهول تدفعه إلى طريق وعر، وهو لا يسير مغمض العينين، ولكنه يمتلئ بوعي حاد كالنصل، ويدرك أنه يطرق باب الرعب.
ذهب في المساء لزيارة شقيقته رضوانة، طالما تبادلا الحب صافيا والرعاية.
نامعلوم صفحہ