فأشار إلى مرآة تحتل جدارا كاملا مؤطرة بالذهب الخالص وقال: لا نظير لها في البلد كله.
وأشار إلى نجفة شامخة مترامية الأبعاد، مرصعة بالكواكب وقال: إحدى ثلاث في مدينتنا الكبرى.
ثم أشار إلى القبة الزجاجية التي تعلو المنور بألوانها الشتى وقال: صنعت وزخرفت في عام كامل وكلفت ثمن مئونة جيش!
ثم بسط راحتيه نحو سجادة عملاقة تغطي أرض البهو الكبير وقال: حملت إلي خاصة من أرض العجم!
لم يترك صوانا إلا أشاد به، لم يغفل جوهرة حتى قدم لها فروض الطاعة والثناء.
عند ذاك توثبت رضوانة للتحدي، فجذبت معصمها من قبضته وتساءلت: ما الحكاية؟!
فشبك ذراعيه على صدره وهو يحدقها بنظرة غريبة غامضة، ثم قال: الحكاية أنني محبوب الأقدار! - ماذا تعني؟ - الأقدار تعشقني فهي لا تغفل عني لحظة ولا تنام! - إنك تبدو لعيني غاية في الغرابة؟ - انظري إلي جيدا، تأمليني طويلا ما استطعت، أنا الدنيا بلا زيادة ولا نقصان. - لم تعد أعصابي تتحمل أكثر.
فابتسم لأول مرة وقال: الحكاية يا رضوانة العزيزة المحبوبة المدللة المتمردة أن بكر سليمان شمس الدين عاشور الناجي قد أفلس!
36
لم تفهم شيئا. لم تصدق المستحيل. نطح رأسها سقف الصوان. تخايلت لها الدنيا في صورة امرأة تغمز بعينها اليسرى. تهيأت لتستقل العربة الماضية إلى جبال الواق. تبدى لها وجه بكر أجمل من الواقع وأتعس من الممكن. مرقت من فيها شهقة سرعان ما تجسدت في صورة عقرب.
نامعلوم صفحہ