وتمخض جانب الصحراء عن نأمة. وحمل الهواء عطر حي، وارتفع صوت موسوم بالشيخوخة يقول: توكلي على الله.
وعند القرب وضح أن العجوز يمتطي حمارا. وعندما حاذاهما تماما وثب عليه درويش. ذهل عاشور وتحققت مخاوفه. لم ير شيئا بوضوح، ولكنه سمع صوت درويش وهو يقول متوعدا: هات الصرة وإلا ...
فتردد صوت مرتعشا بالكبر والذعر: الرحمة ... خفف قبضتك!
اندفع عاشور إلى الإمام بلا وعي وهتف: دعه يا معلمي!
صرخ به درويش: اخرس! - قلت لك دعه!
وطوقه بذراعيه وحمله بلا جهد، فضربه الآخر بكوعه قائلا: الويل لك!
لم يتحرك في درويش بعد ذلك إلا لسانه، أما عاشور فخاطب العجوز قائلا: اذهب بسلام!
حتى إذا اطمأن إلى نجاة الرجل أطلق درويش وهو يقول معتذرا: اغفر لي خشونتي.
فصاح به: أيها اللقيط الجاحد! - لقد أنقذتك من شر نفسك. - أيها البغل الخسيس المخلوق للتسول. - فليسامحك الله. - أيها اللقيط القذر.
فصمت عاشور محزونا، فعاد الآخر يقول: لقيط، ألا تفهم؟ هذه هي الحقيقة. - لا تستسلم للغضب، لقد قال الشيخ المرحوم كلمته.
نامعلوم صفحہ