حقیقت: مختصر مقدمہ
الحقيقة: مقدمة قصيرة جدا
اصناف
وعبارة «يمكن تفسيرها» هي عبارة حاسمة الأهمية في هذا السياق؛ نظرا لعدم وجود حاضر سابق. فإذا كان الله قد خلق العالم عام 4004 قبل الميلاد، بما فيه كل سجلات الحفريات، يمكننا تفسير هذه السجلات كدليل على وجود حيوانات تعيش في أزمنة سابقة على هذا التاريخ، ولكننا بطبيعة الحال سنكون على خطأ في هذا التفسير. في الواقع، يعد الموقف أكثر راحة في الحالة الحاضرة؛ لأنه إذا كانت كل النسخ المختلفة للكون واقعية على حد سواء، فإن الحاضر الذي يحتوي على الديناصورات واقعي تماما كالحاضر الذي نعيش فيه. ويمكننا النظر إلى حاضرنا باعتباره ينطوي على تمثيل جزئي لحاضر الديناصورات (عبر سجلات الحفريات)، وحينئذ لن تكون ادعاءاتنا حول وجود الديناصورات خاطئة بالكامل؛ فالديناصورات موجودة بالفعل، ولكن كل ما هنالك أن الحاضر الذي تسكنه ليس السلف الزمني للحاضر الذي نعيش فيه. في هذه النسخة من فلسفة الحاضر المفرطة، الزمن ليس واقعيا وفق أي معنى من معاني كلمة «الواقع» التي ذكرناها من قبل. وعلى المستوى الأكثر بدائية، العالم ثابت تماما.
الفصل الخامس
ملاحظات ختامية
تنزع الكتب الفلسفية إلى الانتهاء بملخص للآراء التي يطمح المؤلف أن يكون قد رسخها في ذهن القارئ، ولكنني لن أفعل ذلك هنا؛ ففي حين أن الصفحات السابقة تشتمل على عدد من الحجج المؤيدة لعدم واقعية الأشياء التي نراها عادة واقعية (الكائنات المادية، وأنت، واللحظة الآنية)، بالإضافة إلى واقعية أشياء غالبا ما ننظر إليها باعتبارها غير واقعية (كالمستقبل)، فإننا لا نستطيع أن نزعم أن واقعية أو زيف أي شيء قد ترسخت بشكل كامل. فلكي نقوم بهذا الزعم سنحتاج إلى مساحة تتجاوز بكثير مساحة هذا الكتاب الموجز. على سبيل المثال، كان من ضمن القضايا التي أثرناها هنا قضية واقعية النفس، وهذه القضية طالما كانت محل نقاش منذ أكثر من ألفي وخمسمائة عام في المعتقدات الفلسفية الهندية، كما أنها أنتجت قدرا ضخما من الأدبيات الفلسفية في الغرب. وكل ما استطعت فعله في الصفحات السابقة هو الإشارة إلى بعض الآراء المهمة البارزة وإعطاؤك بعض المؤشرات التي ستمكنك من استئناف التفكير في هذه القضايا بنفسك.
شكل 5-1: المخططات الفلسفية.
وبدلا من أن أقدم لك ملخصا للنتائج، ما أود القيام به هنا هو أن أقدم لك عدة مخططات فلسفية تيسر عليك تجميع الآراء المتنوعة الواردة في هذا الكتاب لصياغة رأي فلسفي متماسك. وتتكون المخططات من أشكال ثمانية ورباعية الأضلاع، مجمعة بطريقة ما تذكرنا ببلاط أرضية الحمام. تمثل الأشكال الثمانية الأضلاع العقول الواعية، والشكل الثماني المركزي تحديدا يمثلك أنت. وتمثل المربعات كل الأشياء الأخرى غير الواعية. وسوف نلون الشكل باللون الرمادي إذا كان الكائن الذي يعبر عنه الشكل واقعيا، أما إذا كان غير واقعي فسوف نتركه باللون الأبيض. وفيما يلي الآراء الفلسفية الأكثر أهمية:
المخطط (أ) يلون كل الأشكال باللون الرمادي. وفقا لهذه النظرية، التي يمكن أن نطلق عليها «العالمية»، كل الأشياء حقيقية؛ فالإلكترونات والعقول والنقود والأرقام كلها جزء لا يتجزأ من هذا العالم. وتكمن صعوبة هذه النظرية في أننا سنضطر إلى أن ننظر إلى بعض الأشياء غير الواضحة باعتبارها أشياء واقعية، مثل أخيك التوءم غير الموجود أو الملك الحالي لنيبال. وفي حين أننا نستطيع التغاضي عن ذلك في نطاق الكائنات الممكنة، فماذا يفترض أن نقول بخصوص الكائنات المستحيلة، مثل أكبر رقم أو ابن المرأة العقيمة أو تفنيد صحة مبرهنة فيرما الأخيرة؟
بالمقارنة بهذه الغابة الوجودية، نجد أن المخطط (ب) يميل إلى الاقتصار بدرجة كبيرة للغاية ؛ فالشيء الوحيد الواقعي هو أنت، ولا شيء غيرك. كانت هذه النظرية، التي يطلق عليها «نظرية الإيمان بالذات» أو «الذاتوية»، جذابة ومفزعة في الوقت نفسه بالنسبة للتنظير الفلسفي لقرون؛ جذابة لأنها تبدو غير قابلة للدحض، ومفزعة لأن مثل هذا العالم سيراه معظم الناس خانقا.
لسوء الحظ أن هذه النظرية قد لاقت اهتماما أكبر بكثير من ابنة عمها، «اللاذاتوية»، والموضحة في المخطط (ج). وفقا لنظرية اللاذاتوية، كل ما عداك واقعي، أما أنت فلا. وهي تمثل الرؤية التي قد تملكها شخصية خيالية عن عالم مؤلفها (وليس العالم الخيالي الذي تعيش فيه الشخصية) وتتعارض تماما مع إيماننا الراسخ بأننا مركز العالم، والنقطة المحورية التي تلف حولها عجلة الوجود.
يمثل المخطط (د) نظرية (أو على الأحرى مجموعة من النظريات) يمكننا أن نطلق عليها الواقعية الانتقائية. ويمكن تصنيف أغلب النظريات الفلسفية المطروحة حاليا ضمن هذه الفئة. وفقا لهذه النظرية، أنت واقع، وكذلك العديد من الأشخاص الآخرين. ولكن ليس الكل، فهناك شخصيات غير واقعية مثل لارا كروفت وشيرلوك هولمز. ومن بين الأشياء غير الواعية التي تمثلها المربعات، بعض الأشياء واقعية وبعضها غير واقعي. ويعكس ما نعتبره واقعيا وما نعتبره غير واقعي شتى النظريات المتعددة التي يمكن تصنيفها في فئة «الواقعية الانتقائية». بالنسبة لبعض النظريات، ربما تعتبر الإلكترونات واقعية، والكائنات الحسابية مثل الأرقام والدوال ليست كذلك. وبالنسبة لنظريات أخرى، الكائنات الحسابية واقعية، ولكن الكائنات المادية ليست كذلك. وبالنسبة لبعضها، الزمن واقعي؛ وبالنسبة للبعض الآخر، هو ليس كذلك.
نامعلوم صفحہ